كتبت وكالة الأنباء الفرنسية أن المغرب يجني ثمار سياسة إرادوية لدعم الإنتاج السينمائي، وذلك بعد فوز الفيلم المغربي “البراق” للمخرج المغربي محمد مفتكر السبت الماضي بجائزة “حصان ينينغا الذهبي” في مهرجان واغادوغو الإفريقي للسينما والتلفزيون “فيسباكو”، الذي يعتبر أهم وأكبر لقاء للسينما الإفريقية.
تدور قصة فيلم”البراق” للمخرج الشاب محمد مفتكر حول زنا المحارم ويحكي مأساة ريحانة،  شابة في العشرين من عمرها يسيطر عليها والدها ويوهمها بأنها حامل من شيطان، وبهذا التتويج أصبح المغرب ثاني دولة إفريقية تحظى بشرف الفوز بهذه الجائزة ثلاث مرات بعد مالي.
المخرج المغربي داود اولاد السيد الذي شارك في المهرجان بفيلم”الجامع” صرح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه فخور جدا بهذا التتويج”، وفسر هذا الفوز باعتباره نتيجة”إرادة سياسية للتنمية الثقافية”
فبإنتاج يقترب من عشرين فيلما في السنة تعد السينما المغربية الأكثر أهمية في إفريقيا، متقدمة على دولة جنوب إفريقيا(ثمانية أفلام إلى عشرة في السنة)، وهو المعطى الذي سجله نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي في نفس القصاصة التي أوردتها الوكالة الفرنسية، والتي اعتبرت الصايل شخصية أساسية في السينما المغربية، وذلك بدعمه لحرية الفنانين ومساندته الاقتصادية للقطاع. 
وفي ندوة نظمت خلال مهرجان مهرجان واغادوغو وخصصت لمسألة دعم السينما الإفريقية قال نور الدين الصايل إنه لم يتم رفض أي دعم مادي لأي فيلم بسبب السيناريو، كما أنم لم يتم فرض الرقابة على أي فيلم ولم يتم كذلك منع تصوير أي إنتاج سينمائي في المغرب.
 
وقد أوردت(أ ف ب) أن هذا الالتزام بدعم السينما تمت ترجمته بوضع بنية مستقلة لدعم السينما، وذلك بتخصيص صندوق للتمويل تبلغ قيمته خمسة ملايين أورو في السنة، كما سن المغرب قانونا عام 1997 يخصص خمسة في المائة من عوائد الإشهار في القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة للإنتاج السينمائي.
وفي علاقة بهذا الموضوع صرح السينمائي التونسي فريد بوغدير والرئيس السابق لأيام قرطاج السينمائية أن” تونس فشلت بالضبط في النقطة التي نجح فيها المغرب” مؤكدا عدم نجاح فكرة دعم الفن السابع عن طريق التلفزيون في بلده.
ولجذب الإنتاج الأجنبي، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن المملكة الشريفة تمنح تسهيلات متمثلة في التخفيف من قيمة بعض حقوق التصوير  وتقليص نسبة الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للأعمال السينمائية العالمية التي ينوي أصاحبها تصويرها في المغرب.
ويضيف نور الدين الصايل” يحتل المغرب اليوم الرتبة الثانية في العالم بعد جمهورية التشيك في يتعلق بإنتاج الأفلام الأجنبية”، حيث تجني المملكة من هذا الانفتاح حوالي 60 مليون دولار في السنة، وهي “الأموال التي توظف في دعم السينما الوطنية”.
ومستفيدا من تجربته هذه، يعمل المغرب أيضا مع الدول الإفريقية في الأمور المتعلقة بما بعد إنتاج الأفلام وفي سحب نسخ الأفلام، حيث يسجل أن أربعة أفلام فائزة بجوائز في مهرجان واغادوغو خلال دورته لهذه السنة تم الاشتغال عليها في المختبرات المغربية، وهو ما يؤكده المخرج الإيفواري الشاب أويل براون الذي صرح أنه لم يكن من الممكن إتمام إنتاج فيلمه لولا مساعدة المغرب، وقال إنه لم يجد الإمكانيات اللازمة لإنهائه، وذلك بسبب الأزمة السياسية في الكوت ديفوار.