حميد زيد – كود//

كلما رأى المغربي مبلغا كبير يصرخ.

كلما رأى المغربي راتبا ضخما يحوقل.

ويحتج.

ويريد أن لا يكون هناك فرق كبير بين أجره وأجر منير الماجدي.

يريد هذا النوع من المغاربة المساواة في الأجور.

و رغم أن الأمر يتعلق بالقطاع الخاص.

وبصندوق يخص هذه الفئة.

ويخص أشخاصا مصرحا بهم وبأجورهم الحقيقية لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

فهناك من يصر على أن يعتبر الأمر فضيحة.

ويكاد هذا المغربي يتحول إلى جزائري.

ويصيح:

انظروا إلى المال العام أين يذهب. رغم أنه ليس مالا عاما.

إنهم يسرقوننا يقول.

إنهم يحصلون على أكثر من 100 مليون في الشهر بينما نحن لا نحصل على أي شيء.

رغم أن الأمر يتعلق بهولدينغ غير تابع للدولة.

وبرأسمال خاص.

وبشخص اسمه مرتبط لدى كل المغاربة بالمال.

وبمجرد أن ظهرت هذه التسريبات ظهر المغربي الذي يقارن نفسه بمنير الماجدي.

معبرا عن رغبته في أن يتقاضى نفس الأجر الذي يتقاضاه الرئيس المدير العام لشركة سيجر القابضة.

أو أقل منه بقليل.

محتجا على هذا التفاوت. وعلى غياب العدالة.

دون أن يقول لنا هذا المغربي ماذا كان يتوقع أن يكون راتب الكاتب الخاص للملك. والرئيس المدير العام للهولدينغ الملكي.

وهل الحد الأدنى للأجور.

أم زيادة ألف درهم على دفعتين.

أم ماذا.

وكأن المغربي لم يكن يعرف أن مغاربة على رأس شركات كبرى يتقاضون كل شهر 70 مليونا.

أو ثمانين. أو تسعين. أو مائة.

أو أقل أو أكثر.

وهم قلة.

لكنهم موجودون بيننا. وفي كل العالم.

وفي كل العالم يوجد أثرياء وفقراء. وناجحون وفاشلون. ومحظوظون وغير محظوظين.

ومقربون من الدولة ومن على هامشها.

لكن هذا المغربي يتغاضى.

ويصبح دون أن يدري جزائريا. يردد دعاية نظام سرقا دولة بالكامل.

ومن أمر معروف ومتوقع يصنع فضيحة.

ويريد بلادا لا طبقية فيها.

يريد بلادا كل من فيها يتلقى دعما من الدولة قدره 500 درهم.

يريد زلطة معممة.

يريد أن يرفض منير الماجدي الأجر الكبير الذي يحصل عليه.

من أجل عيون هذا الخطاب وأصحابه.

يريد منه أن لا يحصل على أي شيء.

ويشتغل بالمجان.

كي لا تكون هناك فضيحة.

و كي لا يحتج هذا المغربي على التفاوت الكبير في الأجور.

حيث لا فرق بين المهن. والمناصب. والدبلومات.

وحيث على الدولة أن تتدخل. وتؤمم القطاع الخاص. وتستولي على الشركات. والممتلكات. لتمنحنا جميعا نفس الراتب.

و 120 مليون لكل مغربي.

دون استثناء أي أحد.

إلى أن يصبح لنا جميعا نفس الراتب.

ويصبح أي واحد منا مثل منير الماجدي

بينما لا يوجد إلا منير ماجدي واحد.

و توجد شركات مغربية معدودة على رؤوس الأصابع

يتقاضى مدراؤها نفس هذا المبلغ

أو قل منه

أو أكثر

لكن هذا المغربي المعبر عن غضبه في الفيسبوك يتظاهر بأنه مصدوم

وأنه متفاجئ من الأجر الكبير

وأنه لم يكن يعرف

محتجا

مطالبا بتقليص فجوة التفاوت في الأجور

بينه وبين الرجل الذي يوجد على رأس شركة سيجر القابضة

وبينه وبين مصطفى التراب

أو عبد السلام أحبزون

أو خلفه محمد بنشعبون.

……

حيث لا فرق بين المغاربة

وكلنا كفاءات

وكل واحد منا

يستحق أن يكون له هولدينغ خاص به

وراتب شهري لا يقل عن مائة مليون

و مهما أنفقت منه فإنه لا ينتهي

ويظل يتراكم

ويتراكم

إلى أن يصبح هذه التي نسميها ثروة.