حميد زيد – كود ///

تقول مايسة سلامة الناجي لن أفتح للإحصاء.

لن يدخل بيتي.

لن أسمح له بالتعرف على حياتي الخاصة

لن أمنحه أي معلومة تخصني.

أما إذا أصر.

أما إذا حاول الإحصاء أن يفتح الباب عنوة.

فإن مايسة ستتصل ساعتئذ بالشرطة.

والناس يتفقون مع مايسة.

ويبدون خوفهم من الإحصاء.

ويحذرون من هذه العملية الضرورية.

والتي لا تخلو منها بلاد.

ولا دولة حديثة.

وكأن المغربي أصابه الجنون.

ومن لا شيء.

يريد أن يخلق المغربي الجديد موضوعا.

ويعارضه.

ويفضحه.

فيشيطن الإحصاء.

ويطعنه.

ويشتمه.

ويفتشه من الداخل.

وينقب فيه.

ويشك.

ويبحث عن خلفياته.

وعن أهدافه الخفية.

ويجعل منه خصما.

ويجعل منه عدوا للمواطن البسيط.

ويأتي شخص.

هو رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

والذي من المفترض فيه أن يكون عاقلا.

وبيقين يحسد عليه.

يختزل كل عملية الإحصاء.

في موضوع المؤشر.

وفي رجال التعليم.

وينبه الناس.

ويحرضهم.

ويضللهم.

ويخبرهم أن الهدف غير المعلن من الإحصاء هو سحب الدعم من الذين حصلوا عليه.

وفي كل العالم تجري هذه العملية.

وتخصص لها ميزانية.

لكن المغربي الجديد يرفضها.

والذي يقبلها على مضض يريدها بالذكاء الاصطناعي.

ودون  تابليت.

وبلا تعويض للمشتغلين فيها.

وبلا رجال تعليم.

ليخرج المغربي الجديد محذرا من الهدر المدرسي.

ومدافعا عن التلميذ معتبرا إياه ضحية الإحصاء الأولى.

ومدافعا عن المدرسة العمومية.

وعن ضياع شهر شتنبر.

والحال أننا جميعا.

أبناء المدرسة العمومية.

ونعرف أن التلميذ يذهب إلى المدرسة في شهر شتنبر كي لا يدخل.

وأنه يظل يحمل معه طوال هذا الشهر قلما وورقة.

ويظل التلاميذ يتعرفون على بعضهم البعض.

ويظل الأستاذ يسألهم عن مهن آبائهم.

وعن أسمائهم.

وعن هواياتهم.

ويظل الجميع يدخل إلى المدرسة كي لا يدخل أحد قبل أكتوبر.

بينما المغربي الجديد عدو الإحصاء والفاضح له حريص أكثر من الجميع على التلميذ.

ويتحدث عن دخول مدرسي ليس في المغرب.

وعن أيام ضائعة كل عقد.

وكأن التلميذ المغربي كان في السنوات التي لا إحصاء فيها يدخل إلى القسم في فاتح شتنبر.

إلا أن المغربي الجديد وحين لا يجد خصما.

وحين يواجه الفراغ.

وحين يريد أن يعارض كي يعارض.

فإنه يتشاجر مع الإحصاء.

ويشوه سمعته.

ويهاجمه.

ويريد أن يخصصه تارة للعاطلين.

وللذين لا دخل لهم.

وطورا للذكاء الاصطناعي.

ولا مانع لديه أن ينسحب منه الجميع.

وأن يشتغل فيه الجن.

ولو كان هذا الإحصاء يتكلم.

ولو كان يسمع.

وبلغه نية مايسة سلامة الناجي في الاتصال برجال الأمن للقبض عليه.

وبلغه ذكاء عزيز غالي الذي فطن للخطة

وللهدف الخفي من الإحصاء والمتمثل في سحب الدعم.

وبلغة نداء بعض الأمازيغ للبيضاويين والسلاويين والخريبكيين كي لا يتكلموا إلا بالأمازيغية.

ولا يقدموا أي معلومة إلا بها.

ولا يفتحوا الباب إلا بالأمازيغية.

لو كان هذا الإحصاء على علم بكل هذه الأمور

وبيقظة المغربي الجديد

وبحس المواطنة لديه

لاعتذر لأحمد الحليمي.

المندوب السامي للتخطيط.

ولاعتبر المغربي كائنا عصيا على الإحصاء

ولانسحب من العملية برمتها.

جارا خلفه أذيال الخيبة.

مقسما بأغلظ الأيمان.

ألا يحصي مغربيا بعد اليوم.