حميد زيد – كود ///
كم من أمريكي سكن في هذا المكان الذي يحمل اسم “المغربي الأعرج”.
كم من أمريكي مر من أرضه. وكان له بيت فيه.
كم من أمريكي عاش في منطقة المغربي الأعرج الموجودة بكاليفورنيا.
كم من أمريكي شرب في حانة ب”المغربي الأعرج”.
كم من مهاجر وصل إليه.
كم من رصاصة أطلقت فيه. كم من قصة حب. كم من حكاية. كم من جريمة. كم من شخص ولد في المغربي الأعرج.
كم كان المغربي الأعرج يتردد على الأسماع.
لكن من يكون.
وهل كانت له زوجة. وأولاد. وورثة.
وهل مات ميتة الله. أم أنه تعرض للقتل.
و قد تساءل الكاتب الأمريكي الكبير جون ستاينبيك في روايته “شرقي عدن” عمن يكون هذا المغربي الأعرج.
وكيف وصل إلى هذا المكان في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكيف صار يحمل اسمه.
متنافسا مع القديسين. ورجال الدين. والطبيعة. والطيور الجارحة. في أخذ أسماء الأماكن.
بينما لا جواب.
ولا من يقول لنا كيف وصل إلى أمريكا.
و لا كيف صنع مجده.
و لا كيف صار مهما إلى درجة أن الأمريكيين سموا منطقة باسمه.
ولا من يتحدث عن ممتلكات المغربي الأعرج.
وأراضيه
وضيعاته.
التي من المفترض ألا تكون أقل من ضيعة آدم تراسك في شرقي عدن.
وإلا ما السبب الذي جعلهم يولونه كل هذه الأهمية. ويمنحوه كل هذه القيمة.
ثم من تسبب في عرج المغربي.
من أصابه في رجله.
والأكيد أن ذلك حدث في أمريكا.
لأنه من المستبعد. أن يفكر مغربي في القرن التاسع عشر أو قبله. في الهجرة إلى الولايات المتحدة. وهو يعاني من العرج.
و معروف أن وادي ساليناس كان مكانا مفضلا للإيرلنديين.
ومن يدري. فقد يكون إيرلندي هو من تسبب في عرج المغربي. بعد أن بالغ في شرب الويسكي.
وأين أولاده.
أين ورثة المغربي الأعرج.
فلا يمنع العرج من الإنجاب. ولا يحول ذلك دون أن تكون لك ذرية صالحة. تحافظ على اسمك. وتحفظ ممتلكاتك.
إلا أن الروائي جون ستاينبيك لا يذهب بعيدا في طرح الأسئلة. ويعود ذلك على الأغلب إلى أصوله الإيرلندية.
ولا شك أن جريمة وقعت.
وأن المغربي الأعرج تعرض للتصفية من طرف الإيرلنديين. بمساعدة من الشينتوك. الذين كانوا يشتغلون خدما لهم.
كي لا تبقى كاليفورنيا مغربية.
وهذا ما يفسر. على الأرجح. غياب أي خبر عنه. وأي تفاصيل عن حياته. وعن قصته. بعد أن تم طمس كل آثار الجريمة.
ولم يبق إلا اسمه. المغربي. أو الموري الأعرج. Morocojo.
فما الذي يجعل الموري المغربي الحالي لا يحرك ساكنا.
ولا يحقق في هذه القضية.
ما الذي يجعل الدكتور عبد الخالق كلاب ملتزما الصمت.
ولا يبحث. ولا يتحدث. ولا يطرح أي سؤال حول من سرق كاليفورنيا المغربية.
ومن أخفى أي أثر
يدل على ملكية المغربي الأعرج لها.
ولمعظم ضيعاتها. وأراضيها الخصبة. و لنهر ساليناس.