حميد زيد – كود//

الأمر واضح جدا. ولا يحتاج إلى كل هذه الفذلكة.

ولا يحتاج إلى كل هذا التعقيد.

وهذا التعب.

وهذا المجهود الإعلامي. وهذه البرامج. وهذه الفيديوهات.

ولا يحتاج إلى كل هذا الإنفاق.

ولا إلى كل هذه الخلافات. حول من هو صديق المغرب. ومن هو عدوه.

ولا إلى كل هذا الاستدعاء للصحراء المغربية.

ولا إلى كل هذه الاستعمال غير البريء وغير الموفق لنزعة وطنية زائفة.

و يكفي أن يجلس الواحد منا في المقهى. أو يتجول في السوق. أو يركب في التاكسي. ليتأكد أن معظم المغاربة ليسوا مع إيران بالضرورة.

وإنما هم مع صواريخها.

و بعضهم لا ينام إلا إذا رآها تسقط على تل أبيب.

وبعضهم يسهر الليل في انتظارها.

ويشرب القهوة كي يظل صامدا. ولا يغمض عينيه.

ويستعجل الصواريخ.

ويراوغ معها القبة الحديدة.

ويصفق لها.

ويحبها. ويريدها أن تتكاثر.

ويغضب. ويتوتر. ويشعر بالخيبة. إن هي تأخرت عن موعدها.

وبعضهم يوجه الصواريخ بعينيه ويحاول أن يقودها إلى الهدف.

حتى أن عددا من المغاربة حفظوا أسماء هذه الصواريخ.

ويتحدثون عنها.

وعن الفرق بين الصاروخ والصاروخ.

ويعتبرونها منهم.

ويعتبرونها لهم.

ويحضنونها. وينظرون إليها بإعجاب. و يدعون الله أن تسقط فوق رؤوس قتلة الأطفال في غزة.

أما إيران فلا شأن للمغربي بها.

ولا تحاولوا أن تقحموها عنوة في قصة الحب هذه التي تربط بين المغربي والصواريخ.

وحين يشجع المغربي الصاروخ فهو لا يركز على الحجاب المفروض على الإيرانيات.

ولا على مصير المخرج جعفر بناهي.

ولا على أفلامه.

ولا على سياقته للتاكسي.

ولا يتأسف على بلاد فارس.

ولا يستحضر الشعر الصوفي.

ولا يركز على الخلاف بين الشيعة والسنة.

ولا على فيضة نفس فاطمة الزهراء في خطبتها الشهيرة.

كل هذا لا يهم المغربي.

ولا يعنيه في شيء.

كما تحاولون عبثا أن توهمونا.

بل المغربي واضح جدا في موقفه.

وهو مع الصاروخ.

أي صاروخ يقاوم كل هذا القتل الذي ترتكبه دولة إسرائيل العنصرية ضد الفلسطينيين.

والمغربي لأنه شهم.

وأصيل.

ولا حسابات له إلا إنسانيته.

فهو مع الضحية.

وضد قاتل الأطفال والنساء.

وضد من يعتبر الفلسطينيين حيوانات.

وضد من يعتبر نفسه أفضل من كل البشر.

وضد النازية الإسرائيلية الجديدة.

لذلك كفوا عن هذه اللعبة.

كفوا عن هذا الخلط.

فلا أحد مع إيران.

وقد يكون بيننا شيعة مغاربة وهذا حق طبيعي من حقوقهم.

وقد يكون بيننا من يتعاطف مع دولة إيران. ويغلب مصالحها.

كما يوجد بيننا من يتعاطف مع دولة إسرائيل ويغلب مصالحها على مصالحنا.

وهؤلاء جميعا أقلية.

بينما معظم المغاربة مع الصواريخ.

وحتى الذين كانوا ضد الإسلام السياسي. وضد الإخوان المسلمين. وضد حماس.

وأمام مشاهد الإبادة.

وأمام كل جرائم إسرائيل.

وأمام غطرستها.

وأمام احتقارها لكل القيم الإنسانية.

صاروا يشجعون الصواريخ. ويهتفون لها. وصاروا يشجعون أي مقاومة.

ويقولون لها: سير. سير. سير. سير.

ويحزنون حين لا تصيب الصواريخ الهدف. أو حين تسقط في البحر.

ويريدونها فوق رأس نتنياهو.

وفوق رأس قتلة الأطفال. و مجوعي من تبقى منهم على قيد الحياة.

ولهذا علينا أن نميز.

وأن لا نقع في الاستسهال وفي كل هذا “الغميق”.

و في خلق عدو بعيد للمغاربة مصنوع من الأماني ومن الرغبات الإسرائيلية.

ومن الإيديولوجية.

ومن المصالح الشخصية.

فنحن لسنا مع أحد

ويقول المغاربة طز لإيران. و للملالي. ولولاية الفقيه.

بينما لا يقدر المغربي مهما حاول أن يتعاطف مع القاتل

ورغما عنه.

وضد كل التوجهات.

ورغم كل المجهودات المبذولة لتغيير المغربي

و لصنع مغربي جديد بلا روح

ولا قيم

ولا أخلاق

و رغم جمعيات التعايش

ورغم كل الغناء

فإن المغاربة في كل مكان

مع الصواريخ

وينادونها بأسمائها.

و تدعو لها الأمهات في السر وفي العلن.

ويتحدث الناس عن الصاروخ كأنه قريب لهم.

وكأنه منهم.

وهذا لا يعني أبدا أن المغربي في صف إيران

لا

لا

المغربي مع الصاروخ

الذي يرفض الاستلام ويقاوم

بغض النظر

عن المنصة التي ينطلق منها

المغرب ضد إسرائيل

بسبب جرائمها

وبسبب الاحتلال

ولن يتغير حتى يزول هذا الاحتلال

المغربي واضح

وبسيط

ولا يعقد الأمور

ولا ينطلي عليه كل هذا الخلط

و كل هذه الحيل

وكل هذه الألاعيب الوطنية.