حميد زيد – كود//

يا لها من دولة قطرُ هذه.

و يا لها من إمارة.

وفي اللحظة الواحدة. تتعرض القاعدة الأمريكية الموجودة في ترابها للقصف الإيراني.

وتمر في سمائها الصواريخ.

ويهرع المواطنون والمقيمون في سوق واقف. وفي المولات. وفي الطرق السيارة. في كل الاتجاهات.

فتدين الدوحة العدوان الإيراني.

وتعلن أنها تحتفظ بحق الرد.

وفي الآن نفسه.

وبينما نحن ننتظر ردها العسكري.

وبينما بلاغات الإدانة من الأشقاء العرب تتقاطر.

وبينما أكفّ شعوب الأمة العربية على قلوبها.

تكون هي في مهمة وسيط بين إيران وإسرائيل.

لتعلن الجزيرة بفرح عن الدور الذي لعبته قطر في وقف إطلاق النار.

وكل هذا تفعله قطر بشكل طبيعي.

ودون أن تصيب قيادتها أي دوخة.

ودون أي شعور بالحرج.

وحتى المعجبون بقطر فقد تعودوا على سياستها.

وصاروا يقلدونها. وينهجون نهجها.

و يغيرون مواقفهم وفق السياسة الخارجية القطرية.

فيكونون في صف إيران في الصباح.

وفي المساء يدينون عدوان إيران وهجومها بالصواريخ على قاعدة العديد.

محتفظين بدورهم بحق الرد.

غاضبين

محتجين.

منددين بما ارتكبته إيران.

متصرفين كدولة.

متحلين بضبط النفس.

منتقدين في الوقت نفسه العلاقات التي تربط دول الخليج بإسرائيل.

ورغم أن قطر هي التي علمت الخليجيين السحر.

وفن التطبيع.

ورغم أنها رائدة في هذا المجال.

ورغم أنها تنسق مع إسرائيل في كل شيء.

فلا أحد يلومها على ذلك.

و ينتقد أتباعها المغرب ويحتجون عليه كي يوقف التطبيع.

ويخرجون في المظاهرات.

ويهاجمون الإمارات. والسعودية. والجنجويد. و خليفة حفتر.

وكل من يعتبر خصما للدوحة.

بينما يوقرون قطر.

ويتفهمون كل ما تقوم به.

لأنها مع إسرائيل.ومع إيران. ومع حماس. ومع ترامب. ومع قصف العرب من قاعدتها الأمريكية. ومع السلام. ومع الحرب.

ومع الوساطة. ومع حق الرد. ومع نتنياهو. ومع تمويله. ومع الهدنة.

ومع نسيان حق الرد.

حيث تشبه الديبلوماسية القطرية شريط الأخبار تحت شاشة قناة الجزيرة.

والذي تمر فيه الأحداث. والمواقف المتناقضة. وتمر الحروب. والصواريخ.

ويمر فيه الاحتفاظ بحق الرد.

ثم يختفي.

ليحل محله الدور الذي لعبته قطر في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

ورغم عدم توفر قطر على المواطنين بما يكفي.

ورغم صغر حجمها.

فهي قادرة على أن تقوم بكل شيء دفعة واحدة.

وعلى أن تمول حماس.

وتنسق مع الذين يقتلونهم.

وعلى أن تتعرض للقصف. محتفظة بحق الرد. وبعد دقيقة تنسى ذلك. متحولة إلى وسيط سلام. متصلة بإيران التي أرسلت إليها ستة صواريخ.

مطلة عليها من فضائيتها.

وهو ما لم تفعله دولة من قبل. منذ أن خلق الله الدول.

منسجمة مع توجه الرئيس الأمريكي الذي شكر الجميع في النهاية.

ودعا الرب أن يحفظ إيران وإسرائيل ويحفظ جميع المتحاربين.

ويحفظ جميع الأطراف.

ويحفظ السلام

ويحفظ الحرب

ويحفظ القتلة والمجرمين

ويحفظ المعجزة القطرية.