أنس العمري – كود///

كان حي المعاريف في يوم من الأيام رمز ديال الرقي والحضارة في قلب العاصمة الاقتصادية، لكنه اليوم مع الأسف كيعاني تحت وطأة التدمير المستمر. وهذا التحول الحزين كتوثقو صور صبحات جزء من لوحة كحلة كتعكس تدهور الحي، للي وللا دابا مسرح لعمليات تخريب منظمة، كتوقع غالبا ف ساعات متأخرة من الليل.

ولم يقتصر التخريب على جدران البنايات المهجورة والفارغة، بل تعدى ذلك ليشمل جدران المنازل، أبواب المرائب، والمحلات التجارية وحتى أسوار المؤسسات العمومية.

وكايبينو التصاور التي التقطتهم “كود” حديثا بوضوح مشاهد قليلة من بين أخرى كثيرة لاستهداف الممتلكات العامة والخاصة، بكتابات حائطية ورسومات قبيحة على الجدران والأسوار. وهي الأفعال التي تزداد بشاعتها في الأزقة الضيقة، حيث تتوفّر كل الظروف لارتكاب هذه الممارسات بعيدا عن الأنظار.

وتلطخت جمالية بنايات عدة بعبارات سب وشتم، بالإضافة إلى رسومات ورموز خادشة للحياء العام. وعلى الرغم من محاولات سكان الحي وأصحاب المحلات التجارية المتكررة لإزالة هذه الكتابات عبر إعادة صباغة الجدران، فإنهم يفاجؤون بظهور كتابات جديدة، أكثر بشاعة.

وقد دفع الوضع المؤلم لي وصل ليه الحي الكثيرين إلى إطلاق نداءات استغاثة ودعوات استنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لي بقات الوسيلة الوحيدة أمامهم لإسماع صوتهم والتعبير عن غضبهم ورفضهم لهذا التعدي على ممتلكاتهم وتشويه جمالية حيّهم. وهي الخطوة التي لم يجدوا من بد لخوضها في ظل اكتفاء السلطات المحلية بموقف المتفرج على هذا المشهد الذي يسوء يوما بعد آخر.

وكان المتضررين ينتظرون أن تجري مواجهة هذا التخريب الممنهج باتخاذ تدابير حازمة لحماية ممتلكات المواطنين وضمان راحتهم، لكنهم مقابل ذلك لقاو راسهم أمام شعور بالخذلان يتملكهم بعدما لم يلمسوا على الأرض أي خطوات عملية أو حلول فعالة لمنع تفشي هذه الظاهرة للي غادية في النتشار. شعور صاحبه طرح سيل من علامات الاستفهام الكبيرة حول دور السلطات في حماية الدار البيضاء من مشاهد التلوث البصري، التي باتت منفرة من العيش في مدينة تتطلع إلى اتخاذ خطوات كبرى لتكون في مستوى التطلعات والطموحات وكامل الجاهزية لاحتضان منافسات مونديال 2030.