أنس العمري -كود///
المعاريف ترون.. هاد المنطقة، التي كانت واحدة من أيقونات المناطق السكنية الراقية في السابق بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تحولت، في الفترة الأخيرة، إلى بؤرة مقلقة لعدد من المظاهر الإجرامية والسلوكات الانحرافية، والتي باتت تشكل مصدر رعب دائم لساكنتها وزوارها.
وسقط المعاريف في هاد المستنقع بعدما أضحى أفراد وشبكات متحكمين في شكل الحياة للي فيه، موظفين كل الحيل والأساليب باش يفرضو على قاطنيه والوافدين عليه التعايش مع هكذا وضع مستجد، ومتوعدين كل من انتفض أو وقف في وجههم بالتصفية أو الانتقام عبر “استعراضات قوة” لا تخلو من تلميحات على استعدادهم لتنفيذ تهديدهم بتوظيف الأسلحة البيضاء.
ومشتل مرهبي النفوس في المنطقة يتشكل من “حشاشين” (كماية الزطلة)، وشباب يتعاطون مختلف أنواع المخدرات، بما فيها منتج طبي “سيرو” يوصف لعلاج حالات مرضية معينة، بالإضافة إلى “مافيات” الدعارة والاتجار في البشر، والذين جعلوا تدخلات الأمن مشهدا مألوفا وشبه يومي بالمعاريف، وذلك أمام تزايد شكاوى الساكنة من عربادتهم وسلوكاتهم التي ترتقي عدد منها إلى درجة التورط في ارتكاب أفعال إجرامية.
ويفرض هؤلاء قانونهم الخاص على ساكنة عدد من الأحياء، خصوصا تلك المجاورة لحديقة “المهدي بن بركة”، حيث مقابل جعل مجموعات منهم بوابات الإقامات موقع لتجمع مدخني “الزطلة”، وذلك في مشهد يوحي وكأن هناك دعوة مفتوحة تروج، لا يعلم ما إذا كان في الواقع أو في العالم الافتراضي، للقدوم من أجل تعاطي هاد المخدر، الذي يوفر بكميات كبيرة والانتشاء بتأثيره، حولت “مافيات الاتجار” عددا من شقق الحي إلى أوكار للدعارة، تستقطب أعدادا متزايدة من الباحثين عن المتعة الجنسية.
وتستغل في هذا النشاط الإجرامي، وفق المعطيات المتوفرة لـ”كود”، شابات من مختلف الأعمار، يسخرن من قبل شبكات تدار، بنسبة كبيرة من قبل نساء، لاصطياد الزبائن، سواء من فضاءات مختلفة في المنطقة أو عبر تطبيقات الدردشة، قبل اصطحابهم إلى هذه الأوكار المكتراة لقضاء وطرهم، ولي كيكون بعض مالكيها عارفين آش واقع فيها وغاضين الطرف على هاد الأفعال لأن همهم الوحيد هو ياخودو كراهم فآخر الشهر ويمكن قبل.
وأكثر ما يصدم في هاد المشهد هو أن ممارسة هذه الأفعال يكون بشكل مفضوح في العديد من المناسبات، وهو ما كان سببا في تفجر عدد من الاصطدامات والشجارات العنيفة، التي انتهت في أحايين عديدة بتدخل الشرطة، فيما أرغمت تهديدات تعرضت إليها ساكنة انتفضت في وجه ما تعيشه المنطقة من فوضى وتسيب إلى التزام الصمت وعدم التبليغ خوفا من الانتقام.
دابا الأمن كاين ومللي كتتصل به كيجي في الحين، ولكن هاد الأشخاص والمافيات خصهم الصرامة والمراقبة والتتبع الدائم لأنهم كيستعملو حيل كثيرة باش يفلتو من رصد عيون الشرطة لتحركاتهم، وهذه العملية خاصها تستمر لفترة حتى تتنقى آنفا من هاد المظاهر لي تأثيرها الخايب كيتزاد نهار على نهار.
وكتعيش ساكنة المنطقة هذا الواقع القاتم، في وقت كاين لي باغي يزيد يكفسها أكثر على المعاريف وينهي بمرة أسلوب الحياة فيه، وذلك بفتح أبواب المزيد من مقاهي الشيشة باش تفرخ أكثر وسط التجمعات السكنية.
وفتحت، فالشهور الأخيرة، عدد من هاد الفضاءات أبوابها وجاية أخرى فالطريق، وهو ما تعسكه طبيعة الأشغال الجارية في عدد من المحلات التجارية، داخل أزقة سكنية وفق ما رصدته “كود”.
وتطرح علامات استفهام كثيرة على هاد التناسل المتزايد لهذه المقاهي، وعلى شكون باغي يخرج على المعاريف، وهادشي فظل أن كلشي عارف ما تشهده غالبيتها من ممارسات مخلة بالآداب. وهو تخوف يتعاظم تسربه إلى نفوس الساكنة من خلال التصميم الذي تحدث عليه هذه الفضاءات، والمتسم بالحرص على أن تظل أبوابها موصدة ولا تفتح إلا عندما يلجها زبون أو يخرج منها.
وأمام هاد الحالة لي وصلات ليها المنطقة، بدا العديد من ساكنتها كيفكر يبيع ويهرب إلى موقع سكني آخر، خصوصا بعيدا عن محيط حديقة “المهدي بنبركة”، إذ أن هاد الواقع القاتم ريب جميع المجهودات المبذولة من طرف السلطات المحلية من أجل أن يستعيد المعاريف رونقه، والتي تجسدت في إطلاق عدد من المشاريع وإعادة إصلاح مجموعة من الفضاءات لي ولات مقصد للساكنة والزوار.