حميد زيد – كود ///

كل ما يحدث.

كل هذه المعارضة الحزبية للحكومة.

كل هذه الخطوات. وكل هذه التحالفات.

كل هذا التنسيق.

كل هذه التوقيعات لوضع ملتمس رقابة من أجل الإطاحة بالحكومة.

كل هذا من أجل التسلية فقط.

كل هذا من أجل حفظ ماء وجه “الديمقراطية” المغربية.

كل هذا لنكون في موقف “كأنه”.

وكأنها ديمقراطية.

وكأنها أغلبية حكومية. وكأنها معارضة.

حيث كل شيء في المغرب كأنه هو لكن ليس هو.

فلا أحد يصدق أن أحزاب الاتحاد والاشتراكي والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والعدالة والتنمية بإمكانها أن تشكل أي تهديد.

وأنها قادرة على المنافسة.

وعلى تحقيق أي فوز. أو أي مفاجأة.

والكل يعرف هذا.

بمن فيهم قادة أحزاب المعارضة.

لكن لا بأس من اللعب. ومن التظاهر الديمقراطي. ومن تحسين الترتيب.

ومن التموقع.

ومن القيام بتسخينات استعدادا للاستحقاقات القادمة.

لا بد من الاستمرار في الخدمة.

وإكمال المباراة إلى نهايتها.

بينما معارضة الحكومة ليست هي معارضتها.

وليست هي محمد أوزين الذي خلق كي يكون في الأغلبية.

معارضة الحكومة هي في مكان آخر.

وفي الحكومة نفسها.

وداخلها يوجد من يتربص فعلا بالحكومة.

وقد يكون خارجها.

وخارج الأغلبية والمعارضة.

و يتهيأ لإسقاطها. والحلول محلها.

وهو وضع غريب. ولا يوجد في أي ديمقراطية. حيث تحالف أحزاب الأغلبية هو الذي يعارض بعضه البعض.

بينما المعارضة تمثل أنها معارضة.

قانعة بهذا الدور.

منخرطة في أدائه بتمثيل سيء.

وباستدعاء ملتمس رقابة غير واقعي.

ولا يخيف أحدا.

و دون أي تأثير يذكر.

كأنه ملتمس رقابة.

وعلى العكس من ذلك فإن ظهور مقال في جون أفريك. يتوقع أن تكون فاطمة الزهراء المنصوري هي الرئيسة المقبلة للحكومة. له وقع أكبر من أي فعل معارض.

و له تأثير أكبر من تأثير ملتمس الرقابة.

لما لهذه المجلة من سمعة.

ومن هالة.

و من ادعاء ارتباطاتها.

ولذلك يفهم الكثيرون بأن المقال هو معارضة للحكومة من داخلها.

وبأنه موجه ضد رئيس الحكومة.

وبأن من تم اختياره ليأتي مكانه تم تعيينه من الآن.

وأن كل شيء تم الحسم فيه.

وقد أكدت ذلك جون أفريك.

ومن يستطيع تكذيب جون أفريك.

مع أن هذه المجلة تحولت في السنوات الأخيرة إلى قارئة فنجان سياسي مغربي.

تحقق رغبات كل من يطلب خدمتها.

و تتنبأ له بما يشاء.

وتقود حملة على من يشاء.

ويكفي فقط أن تتصل بها وتتفق معها وتقتنع بعرضك وها أنت رئيس حكومة المونديال.

وها خصمك معرض للإقالة.

وهي قادرة على أن تمنح ولاية أخرى لعزيز أخنوش في العدد القادم.

وقادرة على كل شيء.

حسب تقلبات سوق السياسة في المغرب.

وحسب خطها التحريري الذي يميل كل مرة إلى جهة.

وإلى شخص بعينه.

وفي وقت تعارض مكونات الحكومة بعضها البعض.

في حرب شرسة

وصامتة

وكل حزب يريد أن يسقط حليفه بالضربة القاضية

وكل طرف يستعين بإعلامه في الداخل والخارج

يتعارك الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية والحركة الشعبية

حول من يقرأ بيان ملتمس الرقابة

ويلعبون

و يتسلون

ويتظاهرون بالمعارضة

بينما السياسة في المغرب

والصراع الحقيقي

والتنافس

يجري في مكان آخر.