حميد زيد – كود//

تذكروا هذا التكتل الثلاثي.

تذكروا هذا التحالف بين الحركة الشعبية والحزب المغربي الحر والحزب الديمقراطي الوطني.

ورغم أنه يبدو لكم الآن تحالفا بين ثلاثة أشخاص لا يجمع بينهم أي شيء.

ورغم أنه يبدو أن الحزب المغربي الحر فارغ من الداخل.

وليس له أعيان. ولا تأثير.

إلا أن إسحاق شارية وحده يكفي. وبمقدوره أن يصنع المعجزات.

والذي دخل في حرب ضد محمد زيان وانتصر عليه.

والذي تتلمذ على يد النقيب.

وتعلم منه فن السياسة. وفن المحاماة.

والذي لاحق الأبقار البرازيلية في شوارع الرباط وصورها وفضح لحمها.

والذي يحارب اليوم مدونة الأسرة دون الاستعانة بخطاب ديني. ودون أن يكون إسلاميا. لقادر أن يقدم الإضافة.

و أن يحرك بركة السياسة المغربية الآسنة. كما صرح بذلك محمد أوزين.

وقد ظل إسحاق شارية يهدر طاقاته في معارك صغيرة.

وكان دائما ظلا لمحمد زيان.

أما وهو متكتل.

أما وهو مسنود من حزبين تاريخيين كبيرين.

فإن المستقبل كله له.

وأتوقع أن يكون نجما من نجوم المرحلة القادمة.

و رجل سياسة متألقا في مونديال 2030.

مسجلا أهدافا حاسمة في شباك خصومه في الحكومة وخارجها.

وقد كان لنا في الماضي “الوفاق”. وكانت لنا “الكتلة”.

وكان لنا تحالف الثمانية بيمينه و سلفييه. ويساره. و خضره.

كما ذابت أحزاب في الأصالة والمعاصرة قبل أن تفر بجلدها.

صارخة في البراري.

مطالبة باسترجاع ما فقدته.

ودخل اشتراكيون ديمقراطيون خارجون من منظمة العمل الشعبي إلى الاتحاد الاشتراكي. وبرزت منهم المتألقة دائما بديعة الراضي.

وكان لنا ما هو متوقع وطبيعي.

وكان له العجب العجاب وما لا يتوقعه أحد.

لكن هذا التكتل الشعبي غير مسبوق.

وفيه ذكاء.

و له جاذبية خاصة.

وجاء في وقت مناسب جدا.

جاء بعد نهاية الإيديولوجيات.

جاء بعد أن دخل اليمين واليسار إلى الدولة.

فلم يعد شيء يحدث في الخارج.

والصراع صار داخليا. والإنجازات الكبرى.

ومن المتوقع أن يمتلىء هذا التكتل الشعبي بالمترشحين للانتخابات.

وأن يكون بمثابة خزان لهم.

و أن يلجأ إليه من لا تزكية له. ومن لا حزب. ولا يسار. ولا يمين. ولا وسط له. ومن لم يتم قبوله في الحكومة.

ومن تم التخلي عنه.

ومن لم يعد أحد يتصل به أو يستعين بخدماته.

ومن تعب من الانتظار.

ليكبر

ويكبر.

ويكبر التكتل الشعبي.

ويصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية.

و ليفرض نفسه على الأحزاب الكبرى.

وعلى الدولة.

و ليضطر الجميع إلى التفاوض معه. و الجلوس معه إلى نفس الطاولة.

و ليس لأن الذي يقف خلف هذا التكتل السياسي الجديد هو الزعيم محمد أوزين.

وليس لأن ركنا من أركانه هو إسحاق شارية.

ليس لهذا فقط سيكون التكتل الشعبي الجديد قويا. ومؤثرا. ويضرب له ألف حساب.

بل لأن فيه شخصا اسمه خالد البقالي.

الذي تتجلى قوته وعبقريته السياسيتين في كونه أخذ حزبا قديما اسمه الحزب الوطني الديمقراطي.

ثم بعثه من جديد.

قالبا اسمه.

مقدما الديمقراطي على الوطني.

محافظا على إرث أرسلان الجديدي وعبد الله القادري. صانعا من حزب ميت حزبا جديدا اسمه الحزب الديمقراطي الوطني.

لاعبا بترتيب كلماته.

منطلقا من البعد الديمقراطي الكوني الذي لا وطنية بدونه.

ليحمل حزبه في نسخته المزيدة و المنقحة مع إلى محمد أوزين وإسحاق شارية.

و ليتكتل الثلاثة.

مشكلين بذلك فريق الأحلام.

ولتتحقق هذه الخلطة السحرية المكونة من ليبرالي حر يحارب المدونة

ومن ديمقراطي وطني ليس موقف من أي شيء

ومن حركي يشعر بالغبن

ويذكر الدولة بوجوده. وبأنه يستحق التفاتة منها. ويستحق بعض الدفء الحكومي الذي افتقدته الحركة الشعبية.

وبعدها سيتوقف عن التكتل.

وعن النضال

وسيعود كما كان في السابق

مبتسما للجميع

ودودا

لطيفا

لا يعترض على أي شيء.