الوالي الزاز -كود- العيون////

[email protected]

أجمع المتدخلون من الفاعلين الإنسانيين بالعالم خلال مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة حول الصحراء، المنعقدة مساء الأربعاء 9 أكتوبر 2024، على نبذ الإنفصال والخطر الذي يُغذيه على مستوى منطقة الساحل والصحراء من خلال تهديدات المجموعات الإرهابية والجريمة المنظمة، وكذا لفت الإنتباه للإنتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان المرتكبة من طرف جبهة البوليساريو على مستوى مخيمات تندوف.

وفي هذا الصدد، شدد محمود الرحمن أنور، عن الجمعية الدولية للمهندسين، أن مطالبات جبهة البوليساريو بالإنفصال يعد تهديدا كبيرا للسيادة والسلامة الإقليمية في إفريقيا والعالم العربي، مشيرا لحالة البؤس والنزوح التي تسببت فيها عبر إعتناق العنف واللا إستقرار والكراهية، ما تسبب في ضرر كبير للمغرب ومنطقة شمال أفريقيا.

وأكد المتحدث خلال مداخلة له، أن الحركات الإنفصالية تستغل التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية للإنسان وتلجأ إلى النزاعات المسلحة والإرهاب وإنتهاكات حقوق الإنسان، ما يفضي لإستمرار وإنتشار الفقر واليأس، داعيا المنتظم الدولي إلى محاربة آفة الانفصالية في إفريقيا والعالم العربي، مبرزا أهمية معالجة الأسباب الجذرية للصراعات وتعزيز الحوار ودعم الحكومات الشرعية.

ومن جانبه، أفاد  عبد الباسط باتيناثار  سيد إبراهيم، عن منظمة حملة العمل الإنساني العالمية، أن الصحراويين مرتبطون بوطنهم المغرب، مذكرا بزيارته للأقاليم الجنوبية للمملكة وإجتماعاته مع مختلف القبائل الصحراوية، إذ شددوا له على إرتباطهم الوثيق بالمملكة المغربية.

وقال المتحدث في سياق مداخلته، أن الأغلبية العظمى من المجتمع الدولي تؤيد مبادرة الحكم الذاتي المغربية، واصفا جبهة البوليساريو بالجماعة شبه عسكرية المسؤولة عن إنتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، والساعية إلى إبقاء الصحراويين في ظروف عيش غير إنسانية، لافتا إلى الإستثمارات الكبيرة وجهود المملكة المغربية في بناء البنية التحتية الإقتصادية وتحسين الخدمات وتجويد الحياة وخلق فرص العمل للصحراويين، مشددا أن حل قضية الصحراء المغربية من شأنه أن يسهم في أمن وإستقرار وإزدهار المنطقة بأكملها ما من شأنه أن يهزم صعود الأصولية والتطرف الذي يتغذى على البؤس والفقر.

وفي سياق متصل، أكد إسماعيل أبوي بوكانان عن جامعة رواندا، أن جبهة البوليساريو حركة انفصالية في أفريقيا مرتبطة بمنظمات إرهابية، مشيرا إلى أن بعض البلدان، وخاصة الدولة المضيفة لمخيمات تندوف، تحاول علنا تقسيم المنطقة وزعزعة إستقرار المغرب، مردفا أن الدولة المضيفة لمخيمات تندوف في إشارة للجزائر تستخدم أرباح النفط والغاز لتمويل الجماعات الإرهابية المسلحة، ما يعزز زعزعة استقرار منطقة الساحل.

وطالب المتحدث في مداخلته المجتمع الدولي إلى إدراك المخاطر التي تشكلها جبهة البوليساريو على السلام والأمن في جميع أنحاء العالم، واصفا القرار الأخير لمحكمة العدل الأوروبية الصادر بتاريخ 4 أكتوبر بأنه خطأ فادح.

وحملت گريس نجاباو من شبكة الاستثمار النسائية، الجزائر مسؤولية النزاع، موضحة أن  الدولة المضيفة لمخيمات تندوف وهي الجزائر يجب أن تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية في السعي إلى حل حازم للنزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية.

وذكّرت المتدخلة اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة بالدعم الدولي المتزتيد للوحدة الترابية للمملكة المغربية والإعتراف بمغربية الصحراء، بما في ذلك الإعتراف الفرنسي في يوليوز الماضي، واصفة مبادرة الحكم الذاتي بكونها الحل الوحيد والأوحد، مشيرة لضرورة إنقاذ النساء والأطفال من الوضع المزري الذي يعيشونه في السجن المفتوح الذي يقبعون فيه في مخيمات تندوف، داعية إلى إيجاد حل سريع للنزاع الذي يعيق وحدة القارة الأفريقية.

وأبرز  الأستاذ الجامعي، رافائيل خورخي إسبارزا ماشين، أن  مغربية الصحراء لا يمكن التشكيك فيها، مستشهدا بمواقف الولايات المتحدة وفرنسا، إلى جانب أكثر من 115 دولة، تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، مضيفا أن الدعم الدولي للسيادة المغربية على الصحراء يرتكز على الحقوق التاريخية والتنمية التي تشهدها المنطقة، محذرا من رفض الجزائر الإنخراط في العملية السياسية للنزاع، والذي يشكل خطرا على مستقبل المنطقة، ويُعيق تقدم المغرب الغربي الكبير الذي من شأنه أن يعود بالنفع على شمال إفريقيا والإنسانية.

وأورد نايكي ليجروس، من جامعة ليون، في مداخلته، أن الصحراء الغربية لم تعد مستعمرة عندما تم توقيع اتفاقيات مدريد، التي نقلت الإقليم إلى المغرب، مؤكدا أن النزاع مستمر بسبب دولة مجاورة للمغرب حولت مسألة إنهاء الاستعمار إلى نزاع إقليمي، مضيفا أن جبهة البوليساريو جماعة مسلحة لها علاقات وإرتباطات مع منظمات إرهابية في منطقة الساحل، والتي تهدد أمن وإستقرار المنطقة وأفريقيا.