الوالي الزاز -كود- العيون////

[email protected]

تتواصل مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة حول الصحراء، بفضح الفاعلين الحقوقيين للانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف جبهة البوليساريو ودور الجزائر في نزاع الصحراء وتغذيتها للصراع لتحقيق مآرب خاصة واستغلال الصحراويين في ذلك.

وفي هذا الصدد، أكد زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الأفريقي للأبحاث والدراسات في حقوق الإنسان، في مداخلة له خلال مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، مساء الخميس 10 أكتوبر 2024، أن نزاع الصحراء لا يزال قائما منذ نصف قرن، واصفا إياه بالجرح المفتوح في منطقة المغرب العربي، ومصدر للتوتر وعدم يقين المهدد لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وأفاد الناشط الحقوقي، زين العابدين الوالي، أن نزاع مصطنع تم إذكاؤه بفعل الموقف غير المسؤول لجار عدواني بشكل خاص، غير مدرك لتداعيات أفعاله الضارة على الدول المجاورة، في إشارة للجزائر، مشيرا أن محنة المدنيين المحتجزين في مخيمات تندوف تتفاقم وسط تجاهل المجتمع الدولي ووقوفه في وضع المتفرج.

وأوضح المتحدث، أن دول المغرب العربي تعيش في الوقت نفسه حالة من الانقسام وعدم اليقين غير المقبولة، متسائلا حول الغرض من ذلك، موضحا أن السبب هو كون جار المغرب، الذي تحكمه زمرة عسكرية مضطربة، قرر أن يأخذ المنطقة كلها رهينة بسبب طموحاته ذات البعد المرتبط بالهيمنة، والذي لا يملك لا القدرة، ولا الموارد البشرية، ولا حتى الذكاء المطلوب لتحقيقها، مضيفا أن السبب في الجمود الحالي في قضية الصحراء، ليس مردُّه البوليساريو، مردفا أنها ليست العدو الحقيقي للمغرب، بل مجرد دمية يتم التلاعب بها من قبل البلد الذي يستضيفها على أراضيه، في إحالة على الجزائر.

وذكّر زين العابدين الوالي في مداخلته اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة بدور ليبيا في نزاع الصحراء، مشددا أن ليبيا بقيادة القذافي وبعض دول الكتلة الشيوعية كانت سخية جدا في توفير الأسلحة والأموال، مردفا أنه بالنسبة لليوم فالبلد الذي يستضيف البوليساريو هو الذي يتكفل بمعظم احتياجات هذه الحركة الانفصالية من الأسلحة، بمساعدة في السنوات الأخيرة من حزب الله وراعيه، مبرزا أنه ليس خفيا أن البوليساريو هي المستفيد الأول من خزائن هذا البلد على حساب شعبه.

وأورد زين العابدين الوالي أن الاعتداءات المتكررة التي يشنها هذا البلد بشكل مباشر أو عبر البوليساريو، ضد المغرب كانت في ما مضى تبدو منطقية، مضيفا أن المملكة المغربية كانت واحدة من أهداف الحرب الباردة ودفعت الثمن بسبب اختياراتها السياسية وموقعها الجيواستراتيجي، مردفا أن المواجهات بين الشرق والغرب شملت أيضاً شمال أفريقيا مع هذا النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، الذي أُبقي عليه وأُشعل من قبل هذا البلد الخبيث، الذي كان لفترة طويلة اليد الثابتة للكتلة الشيوعية في المنطقة، مشيرا أن هذا البلد ـ الجزائرـ اليوم يعد حليفا وفيا لحزب الله ورعاته، مؤكدا أن المشكلة هي أن المواجهات التي تسببت بها الحرب الباردة توقفت تقريباً في جميع أنحاء العالم منذ سقوط جدار برلين، إلا في جنوب المغرب.

وتساءل الناشط الحقوقي عن سبب عدم توقف الحرب الباردة في جنوب المغرب، موضحا أن العدو الحقيقي للمغرب في هذا النزاع، يُحكم منذ استقلاله الزائف بقبضة حديدية من زمرة عسكرية تعيش بشكل تام خارج الزمن، مبرزا أن العالم بأسره قد تغير إلا عقلية هذه الزمرة المتجمدة، التي لا تزال تعيش خارج عصرها، مؤكدا أن هذه الزمرة هي العدو الحقيقي للمغرب، ومعها يجب البحث عن حل لهذا النزاع.