الوالي الزاز -كود- العيون////
سلط رئيس الرابطة الصحراوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، حمادة البيهي، الأضواء الكاشفة على التهديدات التي تسبب فيها اختلاق جبهة البوليساريو ومشروعها المرتبط بالانفصال على مستوى منطقة الساحل والصحراء، خلال أشغال مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة المخصصة لنزاع الصحراء، المنعقدة في نيويورك، مساء الخميس 10 أكتوبر 2024.
وأكد الناشط الحقوقي، حمادة البيهي في مداخلته بمناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة، أن منطقة الساحل والصحراء تعيش في السنوات الأخيرة على وقع تطورات كبيرة وتقلبات عميقة ستساهم على المدى القريب في تغيير الوضع الجيو استراتيجي للمنطقة بأكملها.
وأوضح الفاعل الحقوقي، حمادة البيهي أن الخطير في هذا المشهد هو أن هذه المستجدات تتواصل في ظل تكالب الأطماع والمصالح الخارجية على القارة الإفريقية، وانتشار ظاهرة الإرهاب، واستقرار الكثير من التنظيمات الأجنبية والمجموعات المسلحة التي تتعاطى لمختلف أنواع التهريب والجريمة المنظمة، مضيفا أن هذه المجموعات ممولة من طرف قوى أجنبية تستعملها للضغط على دول المنطقة بغية تعزيز نفوذها والاستمرار في نهب خيراتها.
وأبرز حمادة البيهي، أن القارة الأفريقية تدفع اليوم ثمنا باهضا نتيجة لما اقترفته إحدى الأنظمة الهجينة بمنطقة المغرب العربي ـالجزائرـ، والتي ارتكبت ومازالت ترتكب جرائم بشعة في حق جيرانها نتيجة تهورها وغياب روح المسؤولية لدى قادتها، مستشهدا باحتضانها لعصابة البوليساريو من طرف هذا النظام باعتبارها نموذجا بسيطا لهذه السياسة الإجرامية التي أغرقت المنطقة المغاربية في جو من التمزق والشتات وعدم الاستقرار.
وكشف حمادة البيهي، أن جبهة البوليساريو كانت أول مجموعة إرهابية تم إقحامها بالمنطقة في منتصف السبعينات من القرن الماضي، في وقت كانت فيه دول الساحل وشمال إفريقيا تتمتع بنوع من الاستقرار والطمأنينة، إذ استغل هذا التنظيم الانفصالي تواطؤ النظام الذي يحتضنه -الجزائرـ لتوسيع دائرة تحركاته نحو الجنوب، حيث بدأ يتعامل مع العصابات الدولية ويتعاطى لشتى أنواع الجريمة المنظمة.
وأورد الفاعل الحقوقي، أنه منذ تسعينات القرن الماضي ظهرت مجموعات إرهابية جديدة نتيجة اندلاع حرب أهلية بالدولة التي تحتضن البوليساريو بعد قيام الأجهزة العسكرية بإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية والسيطرة على الحكم فيها، إذ كانت هذه المجموعات بمثابة جرثومة ما فتئت أن انتشرت بمنطقة الساحل، التي تحولت مع الوقت إلى وكر يجذب كل أنواع التطرف والجريمة المنظمة أخطرها تنظيم القاعدة” و”الدولة الإسلامية” و”بوكو حرام”.
وأشار حمادة البيهي، أن النواة الرئيسية التي تفرعت عنها أغلب هذه المجموعات الإرهابية ظهرت برعاية الدولة التي تحتضن البوليساريو -الجزائرـ ، مردفا أن الأغلبية الساحقة لزعماء المجموعات الإرهابية بمنطقة الساحل ينتمون لنفس الدولة التي خلقتهم في عش واحد، وسهرت على تخرجهم كلهم من حضن واحد، الشيء الذي جعل الشبهات تحوم حول العلاقة بين المجموعات الإرهابية بمنطقة الساحل ومخابرات النظام الذي يتحكم في هذه الدولة.
واسترسل حمادة البيهي في مداخلته، أنه لم يعد خافيا على أحد انخراط العديد من عناصر البوليساريو مع الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، وذلك نتيجة انتشار الأفكار المتطرفة داخل مخيمات تندوف التي أصبحت مشتلا حقيقيا لتمجيد العنف وتفريخ الإرهاب، قبل أن يتأزم الوضع أكثر بدخول عناصر من حزب الله إلى هذه المخيمات لتدريب الشباب على العنف والقتل والإرهاب، ونشر أفكار الشتات والفتنة.
وشدد حمادة البيهي، أن العالم اليوم بات يعي جيدا أن المجموعات الإرهابية بمنطقة الساحل تضم العديد من عناصر البوليساريو، الذين تخرجوا من مدرسة العنف والإرهاب بمخيمات تندوف حيث تلقوا تدريباتهم العسكرية وتكوينهم النظري المتطرف على يد مؤطرين من البوليساريو ومن الدولة التي تحميه، إذ ذهب بهم التواطؤ حد جعل مخيمات تندوف ملجأ للعناصر الإرهابية، حيث يتم استقبال جرحاهم للعلاج وترتيب صفوفهم والإعداد لعملياتهم الإجرامية.