الوالي الزاز -كود- العيون////
لفت الناشط الحقوقي الفاظل ابريكة أنظار المنتظم الدولي للوضعية اللمأساوية في مخيمات تندوف، خلال أشغال مناقشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة حول الصحراء مساء الخميس 10 أكتوبر 2024.
وأكد ضحية الاختطاف القسري لدى البوليساريو، الفاظل ابريكة، في مداخلته، أنه نشأ منذ طفولته بمخيمات تندوف، مضيفا أنه انخرط منذ سن الرابعة عشر في جبهة البوليساريو كعنصر مسلح قبل أن يُصبح مسؤولا عسكريا في صفوفها، أين كبر على غرار المئات من الأطفال من جيله، على الشحن الأيديولوجي ضد عدو صُنع في أذهان أطفال المخيمات لإبقائهم وذويهم تحت الخيام على التراب الجزائري رهنا لحسابات البوليساريو والجزائر السياسية التي باتت تتكشف مع مرور الزمن.
وقدم الفاعل الحقوقي، الفاظل ابريكة في مداخلته سردا مفصلا عن ما عاشه من معاناة في مخيمات تندوف، مشيرا أن تلك المعاناة رسّخت في ذهنه بأن مخيمات تندوف هي اليوم شاهد على أبشع صور الاستغلال البشري في العصر الحديث.
وبسط الفاظل ابريكة في المداخلة كرونولوجيا تاريخية مرتبطة بجزء من الماضي الأسود والجرح العميق الذي تسببت فيه جبهة البوليساريو والجزائر في حق الصحراويين، مستشهدا بما يسمى “انتفاضة 1988″، التي اندلعت ضد البوليساريو نتيجة لجرائم القتل والتعذيب التي تورطت فيها بمعية الدولة المضيفة الجزائر، مردفا أن البوليساريو عذبت وقتلت المئات من الصحراويين داخل سجون سرية في المخيمات من أجل زرع الخوف في نفوس الصحراويين وإخضاعهم بالقوة لآلتها القمعية، بعدما تكونت قناعة ثابتة لدى الصحراويين المنحدرين من تراب الساقية الحمراء وواد الذهب من أنهم أصبحوا ورقة ضغط تستعمل لخدمة أجندات لا تعنيهم.
وتابع الفاظل ابريكة، أن “انتفاضة 1988” شكلت لحظة فارقة، تفجر معها وعي جديد بين الشباب آنذاك، ليستمر نضالهم ضد البوليساريو، إلى أن وصل للحظة بارزة أخرى، وهي اختفاء ابن عمه الخليل أحمد ابريه، وهو الذي كان قياديا بصفوف الجبهة، واختطفته سلطات البلد المضيف سنة 2009، بتأكيد من منظمات دولية كهيومن رايتس ووتش، مؤكدا أنه لا يزال مجهول المصير داخل السجون الجزائرية إلى يومنا هذا، فقط لأنه أبدى رأيا سياسيا مخالفا لقيادة بوليساريو.
وشدد الفاظل ابريكة أنه عايش الكثير من المعاناة وقصص التعسف والقتل والتعذيب، قبل أن يتمكن من الهروب من جحيم البوليساريو إلى إسبانيا، أياما بعد خروجه من سجن الذهيبية، الذي تعرض فيه لكل أشكال التعذيب، فقط لأنه قرر فضح جرائم البوليساريو وعرابيها ضد النشطاء الصحراويين والمطالبة بوضع حد لاستغلال الصحراويين الأبرياء بمخيمات العار والمذلة لخدمة أغراض سياسية ومن أجل الاغتناء من خلال سرقة المساعدات الدولية الموجهة لهم.
وكشف المتحدث، أن شهادته اليوم أمام اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة تعززت بشهادات أخرى تصدر عن قيادات أجنبية، ممن صنعوا هذا الكيان المسمى البوليساريو، مستحضرا شهادة محمد سعيد القشاط، ضابط الاستخبارات الليبي الذي صنع البوليساريو، والذي قال في كتاب المنشور “اندفعت قيادة بوليساريو تقتل وتأسر المدنيين، وعرفت فيما بعد أن مئات العائلات قد قتلت وأسرت من قبل الجبهة”، مبرزا أن القشاط اعترف بالقول “لقد كنت أنا سبب عذاب وتشرد الكثير من الشباب الذين أقنعتهم بمناصرة بوليساريو، التي استغلت ثقتي بها لتكون سبب مأساة هذه المجموعة”.
وأضاف أن الشهادة الثانية هي لرئيس البرلمان الليبي والوزير السابق في نظام القذافي أبو القاسم الزوي، الذي يقول “أكد لي العقيد الراحل القذافي بأنه ارتكب خطأ جسيما عندما صنع ومول بوليساريو”، مشيرا أنه قال أيضا “القذافي هو الذي صنع بوليساريو قصد مناكفة المملكة المغربية في أوج الحرب الباردة”.
واسترسل الفاظل ابريكة، أن الشهادات الصادرة عن شخصيات شاركت في صناعة البوليساريو، أو عايشت من مواقع متقدمة، الأنظمة التي تورطت منذ بداية السبعينات، في حبك خيوط المؤامرة من أجل استغلال سياسي مقيت لمجموعة بشرية اسمها الصحراويين، هجروا قسرا نحو منطقة لحمادة على التراب الجزائري، وأضيف لهم من بلدان الجوار الآلاف، حتى يضمن حكام البلد المضيف استمرار مكائدهم التي سخروا لها كل آلاتهم الدبلوماسية، بدل أن ينتبهوا لأصوات مواطنيهم الداعية للديمقراطية التي لم تجد طريقها للحياة السياسية في هذا البلد.