حميد زيد – كود//
ما هي الكونية الآن؟
ما هو تعريفها؟
الكونية حسب ما نرى هي التغطية على جرائم إسرائيل.
وهي الكذب من أجل استمرارها.
وهي مساعدتها.
وهي تصوير الوحش باعتباره حملا وديعا.
ثم ما هي الإنسانية في الوقت العالي؟
الإنسانية في الوقت الحالي هي أن تدين الضحية. وتتآمر عليه. وتساعد الدولة المجرمة.
هذه الكلمات التي لطالما رددناها.
هذه الكلمات النبيلة.
هذه الكونية.
هذه الشرعة الكونية لحقوق الإنسان.
هذه الكلمات التي جاءت مع “الأنوار”. ومع “الإعلان عن حقوق الإنسان والمواطن.
هذه الكلمات التي جاء بها الغرب.
هي الآن عارية. ومكشوفة. وتفضح الغرب نفسه.
هذه الكلمات ليست فارغة فحسب.
بل إنها قاتلة.
هذه الكونية ليست كونية.
هذه الكونية هي الصواريخ والقنابل التي سقطت على المستشفى في غزة.
هذه الكونية هي جثث الأطفال.
هذه الكونية هي كذب بايدن وترديده للرواية الإسرائيلية.
كأنه موظف دعاية. وليس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه الكونية تحمل في داخلها مشاركة للغرب في أكبر جريمة ارتكبت في المائة سنة الأخيرة.
هذه الكلمات كلها لم تعد تعني ما تعنيه.
هذه الكلمات تستعمل الآن لتصفية قضية شعب.
هذه الكلمات تفضح “الإنسانيين” في الغرب.
هذه الكلمات توظف في فاشية إعلامية غربية جديدة.
هذه الكلمات محتلة.
هذه الكلمات ليست هي.
وباسم الكونية عليك أن تكون في كل الحالات مع إسرائيل.
وباسم النزعة الإنسانية عليك أن لا تتعاطف.
عليك أن لا تتألم.
عليك أن تكون بلا مشاعر.
عليك أن لا تحقد على عدوك. وألا تنتقم.
عليك أن لا تغضب.
عليك أن لا تخاف.
عليك أن لا تيأس.
عليك أن تكون بلا انتماء.
عليك بمختصر العبارة ألا تكون.
عليك أن تخضع لما يريده الغرب منك.
عليك أن تدين نفسك.
عليك أن تكون ضد أي مقاومة.
ويقولون حماس. ويقولون الجهاد. لكنهم يعنون أن تكون صامتا. ومنهزما. وقابلا لكل ما ترتكبه إسرائيل.
ومتواطئا.
عليك أيها الفلسطيني ألا تخاف. لأن الخوف حكر على اليهودي. المطوق بأعدائه.
عليك أن تكون كونيا وتستسلم.
عليك أن لا تكون داعشيا وتتقبل موتك بصدر رحب.
عليك أن تكون بلا هوية.
وبلا أهل.
وبلا دين.
وبلا رغبة في الحياة.
هذه هي الكونية والإنسانية التي يشترطونها الآن علينا.
وكي يحترموك
فعليك أن تكون مسلما في خدمتهم.
عليك أن تكون عربيهم. ومغربيهم. وجزائريهم.
عليك أن تشتم العرب. والمسلمين.
عليك أن تشتم ثقافتك.
عليك أن تتشبه بهم.
عليك أن تشكو مما لقن إليك. وكيف جعلناك تعادي السامية. وتكره اليهود. ولا تعترف بدولتهم.
عليك أن تتوب أمام الملأ.
عليك أن تعتذر.
عليك أن تفضحنا. وتحكي لهم عن تخلفنا. وهمجيتنا.
عليك أن تشكرهم على كل ما قدموه لك.
عليك أن تقف إلى جانب دولة الاحتلال.
عليك أن تتماثل مع مسيحيتهم اليهودية. ومع يسارهم الصهيوني. ومع يمينهم الصهيوني.
عليك أن تكون مثل بوعلام صنصال.
عليك أن توقع مع ألان فانكلكروت وباقي الشلة.
عليك أن تشارك في الجريمة.
عليك أن تكون نصيرا لجرائم يهود إسرائيل. وتعتبرها دفاعا عن النفس. ضد الهمج. الإرهابيين.
عليك أن تكون مع دولة الاحتلال باسم القيم الكونية.
وقد كان هذا هو الوضع قبل ظهور حماس.
كان الفلسطيني دائما إرهابيا.
كان دائما يريد أن يرمي اليهود في البحر.
كان الكونيون والإنسانيون دائما مع الطرف القوي. ومع إسرائيل. ومع التقتيل اليومي.
ولو لم تكن حركة حماس موجودة لخلقوها.
لأنهم في أمس الحاجة إليها. كي يخلوا فلسطين من الفلسطينيين.
لكنهم يحاولون إيهامنا بأن حماس هي السبب.
وبسببهم صارت كل فلسطين هي حماس.
بسببهم صرنا جميعا حماس.
وبسبب هذه الكونية. وهذه الإنسانية. وهذه التواطؤ الكوني.
صار الغرب مكشوفا.
صار ضد نفسه.
صار ضد كل القيم النبيلة التي قدمها للعالم.
صار غير إنساني.
صار موغلا في غربيته
صار مشبوها. ويجعلنا نشك في كل قيمه التي نؤمن بها. ونحاول أن نستعين بها في نظرتنا للعالم.
صار يستعمل الكونية ليلغيها.
صار رافضا لأن يسمع أي صوت إلا صوته.
وصوت نتنياهو.
صار الغرب كأنه ليس غربا.