حميد زيد ـ كود//

مَنْ مِنّا لم يشكر حزب الأصالة والمعاصرة.

مَنْ مِناّ لم يمدحه بعد.

من منا ليس في خدمة الأصالة والمعاصرة.

من منا لا يشتغل لحسابه.

من منا لم يُسخّر موقعه.

وبرنامجه.

وبودكاسته.

من أجل المهدي بنسعيد.

ومن هذا الذي لم يتعبأ بعد.

كي نضعه في اللائحة السوداء.

ونعاقبه.

ونسقطه هو الآخر.

من هذا الذي تأخر في الإعلان الصريح عن دعمه لهذا الحزب الذي كان منبوذا.

ومرفوضا.

مَنْ.

مَنْ لم يتحدث بعد عن تألقه.

وعن براعته.

وحتى حزب العدالة والتنمية.

وربما دون أن يدري.

يقود الآن حملة انتخابية لصالح الپام.

ويشارك فيها بكل ما يملك من قوة.

ومن حماس.

مساهما في عودة التحكم.

وحتى التلفزة الوطنية.

وحتى برامجها فإنه تخدم مصالح الأصالة والمعاصرة.

وتروج له.

وتبرئه.

وتكوكسه.

وحتى الإعلام العمومي صار معارضا وضد الحكومة

وخرج هو الآخر إلى الشارع.

ليدعم حزب الأصالة والمعاصرة.

وليكون في خدمته.

وحتى جيل.

وحتى العلماء.

والصحافيون.

والمؤثرون.

وصناع المحتوى.

واليوتوبر.

والمحللون.

وحتى الثوار.

كلنا في هذا البلد تحت تصرف حزب الأصالة والمعاصرة.

كلنا الآن نشتغل

ونناضل

ونتظاهر في الشارع خدمة للبام في نسخته المزيدة والمنقحة.

والمغسولة جيدا.

كلنا اليوم نقوم بتبييض هذا الحزب.

وتزيينه.

وتنظيفه كي لا تظهر عليه آثار ممارسات الماضي.

كلنا اليوم نشكره.

ونتسابق في الإطراء عليه.

ولا أحد اليوم هو هو.

والوزير المشارك في الحكومة ليس هو.

ونجوى كوكوس ليست هي.

ونزار بركة ليس هو.

والوزراء ليسوا وزراء.

كلنا اليوم ضد الحكومة.

ومع المشاركين فيها.

في الآن نفسه.

كلنا اليوم مفضوحون.

كلنا اليوم إمعات.

كلنا اليوم لا نجد حرجا في الإفصاح عن ذلك.

كلنا اليوم مشكوك في ما نكتب. وما نقول.

كلنا اليوم مكشوفون.

كلنا اليوم مجندون لعودة الأصالة والمعاصرة.

ومن كان متنكرا.

ومن تعرض للمسخ.

ومن تحول فجأة إلى مناضل ضد الحكومة.

عرفنا الآن السبب الذي دفعه إلى ذلك.

وتبحث الآن عن مُوال واحد للحكومة ولا تجده.

وحتى المصادر الأمنية

فهي تصرح لجون أفريك أنها تحتج على الحكومة.

وتطالب باستقالة وزراء بعينهم.

وفي كل مكان

وفي القناة الثانية. وفي الأولى. وفي ميدي 1.

وفي كل البلاتوهات

الكل ضد الحكومة

والكل يحاربها

كما لو أنها حكومة العدو.

وكأن الدولة هي الأخرى ضد حكومتها.

وضد المؤسسات

وضد الانتخابات

وتريد هي الأخرى حل كل شيء

وحل الأحزاب

وإقالة الحكومة

مقلدة مطالب جيلZ.

وأينما وليت وجهك تجد حزب الأصالة والمعاصرة

معارضا

وبريئا

ومتفهما للشباب وللاحتجاجات

وتجد حزب الاستقلال واقفا خلفه.

متربصا.

وحتى أولئك الذين يسجلون برامجهم من سياراتهم

يبدو أنهم هم أيضا مع المهدي بنسعيد

وحتى بنكيران

الذي هزم الأصالة والمعاصرة

وشتت شملهم

وجعلهم يتراجعون إلى الخلف

ويفضحون بعضهم البعض

ودون أن يدري

فإنه يناضل الآن من أجل عودتهم.

وليس مستبعدا

أن تذهب “الأولى” إليه

وكل قنوات القطب العمومي

ليصوروه هو الآخر

وليبرمجوه الأمين العام للعدالة والتنمية في وقت الذروة

كي يساعدهم على إسقاط الحكومة

وكي يخدم بدوره حزب الأصالة والمعاصرة

إلى أن يصبح الشعب المغربي كله

مع البام

وضد هذه الحكومة

التي تجعل المرء يتضامن معها

ويشفق عليها

من كثرة كل هذه الذئاب السياسية

المتربصة بها

والمستعدة لالتهامها من أجل مصالحها الخاصة

ومن أجل الهيمنة

ومن أجل التحكم والسيطرة على كل شيء

وليس من أجل المغرب

كما يدعي كل ذئب منهم.