عمـر المزين – كـود:

قال محمد الهيني، عضو مؤسس بنادي قضاة المغرب، في تصريحات لـ”كود”، أنه حرم من حقه في الترقية من طرف وزير العدل بصفة انتقامية وتعسفية وذلك بحذفي من جدول الترقية في سابقة خطيرة تعصف باستقلال القاضي عن طريق اسقاطه منجدول الترقية لسنة 2015، بالرغم من أنه سبق تسجيله بالجدول سنة 2014 رغم أن الفصل 59 من النظام الأساسي للقضاة ينص بصفة واضحة لا تقبل الجدل أن الحذف من لائحة الأهلية الترقية أو الحرمان منها عقوبة تأديبية بحيث نص على أنه تطبق على القضاة العقوبات التأديبية.

وتتعلق تلك العقوبات، يقول القاضي الهيني بـ”التأخير عن الترقي من رتبة إلى رتبة أعلى لمدة لا تتجاوز سنتين، والحذف من لائحة الأهلية، والتدحرج من الدرجة”. وأضاف أنه لما كانت العقوبة التي قررها المجلس الأعلى للقضاء سابقا في حقه في قضية رأي وحرية التعبير لم تنص على أي عقوبة تخص الترقية فإن ما صدر من إسقاطه من الجدول هو في حد ذاته عقوبة تأديبية جديدة تنضاف للعقوبات الجائرة سابقا، تمت خارج الدستور والقانون، وتتضمن مخالفة لقاعدة عدم تعدد العقوبات الإدارية التي تحرم العقوبة الإضافية والمزدوجة، لأنه، يشرح الهيني قائلاً: “لا يجوز معاقبة شخص عن فعل واحد مرتين، فيكون ذلك بمثابة اعتداء صريح على اختصاص الملك والمجلس الأعلى للقضاء لا يصدقه عقل ولا منطق، وفيه اعتداء صريح على اختصاص مؤسستين دستوريين ينزل بالقرار إلى مصاف القرارات المنعدمة التي تشكل اعتداء مادي تجعله باطلا بطلانا مطلقا.

وفيما يتعلق باستشهاد الوزارة في بلاغها بالمادة 16 من النظام الداخلي للمجلس الأعلى للقضاء، فاعتبر القاضي الهيني لـ”كود” أنه أمر “يثير الاستغراب والحيرة للجهل بالقواعد الدستورية، ذلك أن الفصل السادس من الدستور ينص صراحة على أنه “تعتبر دستورية القواعد القانونية وتراتبيتها ووجوب نشرها مبادئ ملزمة”، مما يعني بداهة لكل ذي فكر سليم وحس قانوني رفيع أن أي تقييد في حقوق القاضي سواء تعلق بالترقية أو بغيرها خارج نصوص الدستور والقانون غير دستوري ولا يلتفت إليه ولا يصح الاستدلال به، لأنه في حكم العدم والمنسوخ، لأنه أدنى مرتبة، ولا يمكنه أن يخالف الأعلى منه مرتبة وقوة في هرم التراتبية التشريعية، حسب تعبير الهيني.

هذا، واعتبر القاضي الهيني أن أي تضييق على القضاة وعلى معيشتهم بحرمانهم من الترقية بغرض المس باستقلاليتهم لن يفلح في إدراك الأهداف منه، لأن الاستقلالية، ينهي القاضي الهيني حديثه مع “كود” فكر وليس بطون.