قال إدغار موران الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إن المغرب" يعرف اختلافات كبيرة وتشابهات كبيرة مع الأمم العربية الأخرى، ويتمثل الاختلاف الكبير في كون الملكية متجذرة في تاريخ الأمة وأن ملكها قام بإصلاحات ديمقراطية سابقة وأخرى تتعلق بالحريات مكنت من التخفيف من حدة الملكية المطلقة، كما أنه يبدي إرادة إصلاحية جديدة وأن طابع التعدد الإثني والتعدد الثقافي للأمة تم الاعتراف به بشكل كبير".
أما التشابه بين المغرب والدول العربية فيتمثل حسب صاحب "مع وضد ماركس"في اللامساواة الصارخة وفي الفساد المتصاعد مع النمو الاقتصادي".
واعتبر إدغار موران في مقالته التي ظهرت في عدد هذا اليوم من جريدة "لوموند" الفرنسية وخصصها للحراك الذي يعرفه العالم العربي أن "السقوط السريع للأنظمة المستبدة في تونس ومصر أثار لدى الأنظمة الاستبدادية الأخرى حزما على منع أو قمع موجة الحرية التي تعبر بلدانهم، حيث كان هناك إجراءات لخنقها في المهد كما حصل في الجزائر، وإعلان تنازلات ممزوجة بقمع عنيف في اليمن وسوريا، وبتدخل قمعي للعربية السعودية في البحرين".
وعن التدخل العسكر ي في ليبيا تساءل إدغار موران عما إذا كان إنسانيا أم ديموقراطيا، وهل يشمل مكونا اقتصايا يتمثل في البترول؟
وكتب أنه "وبما أن هذا التدخل اقتصر على ليبيا وحدها والحال أنه هناك قمع عنيف في اليمن وسوريا، كما أنه كانت هناك سلبية أثناء الهجوم العسكري على غزة، فإن العالم العربي يبقى غير متيقن ومنقسما".
ويرى مع ذلك أن "تدخلا واحدا يبقى بالتأكيد أفضل من غياب أي تدخل، إلا أن ذلك يثبت مرة أخرى أن الغرب يكيل بمكيالين، حسب الفيلسوف الفرنسي الذي يعتبر أحد آخر كبار الفكر الفرنسي في فترته الذهبية.