حميد زيد – كود ///

الفلسطيني حيوان حسب يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي.

بل الحيوان قد لا يرتكب ما ارتكبته حركة حماس حسب الطاهر بن جلون.

الحركة الهمجية.

الحركة الأكثر حيوانية ووحشية من الحيوان نفسه.

الفلسطيني موته غير مؤثر على الأمريكي والأوربي.

وهدم بيته عليه يدخل في إطار مستلزمات و ما تفرضه الحرب.

إنه موت ضروري.

موت مقبول.

موت غير مروع. ولا صادم. للإنسانية الأمريكية والأوربية.

موت لا وحشية فيه.

موت عادي.

موت مقبول.

موت لا يجب أن نوليه أي اهتمام.

موت يمكن غض الطرف عنه.

الفلسطيني مقارنة بالإسرائيلي لا يثير العواطف.

و لا يثير المشاعر الإنسانية.
.
وجرّب أن تقتله.

جرب أن تهجّره.

جرب أن تضطره إلى النزوح الجماعي.

جرب أن تمنع عنه الماء.

جرب أن تجوعه.

جرب أن تطلق عليه الرصاص.

جرب أن تقصفه من السماء.

جرب أن تحاصره جوا وبحرا وبرا.

جرب أن تسوي مسكنه بالأرض.

جرب أن تدفنه حيا تحت الأنقاض.

فلن يقول لك أحد من الإنسانيين أيها الإسرائيلي المتوحش.

لن يقول لك الكاتب كمال داود أيها الطالباني.

لن يقول لك الطاهر بن جلون لقد قتلت بجريمتك دولة إسرائيل.

لن يقول لك لقد وقعت على نهايتها بهذه الفعلة الشنيعة.

لن يقول لك أي شيء.

وسيصمت.

سيصمتون جميعا.

و سيتفرجون في موت الفلسطيني.

وسيمر من أمامهم. في الشاشات. وفي الجرائد. ولن يروا أي وحشية.

ولن يروا أي حيوانات في إسرائيل.

وسيتحدثون عن موضوعات أخرى أهم من موت الفلسطيني اليومي.

ومن الاحتلال.

فالفلسطيني مجرد فلسطيني.

الفلسطيني لا يستحق أن نتحدث عنه.

الفلسطيني الآن هو حماس.

الفلسطيني الآن إرهابي بطبيعته. ومتوحش. وحيوان. وقاتل.

ويقولون حماس ويعنون فلسطين.

ويقولون حماس ويعنون السلطة الفلسطين. و فتح. والجبهة.

ويقولون حماس ويعنون القضية بمجملها.

ويسعون إلى تصفيتها.

وإن لم تكن هناك حماس لصنعوها.

وأي شخص.

أي فلسطيني يقاوم إسرائيل فهو مجرم. و وحش. ويوقع على نهاية قضيته.

أي حركة.

أي نأمة.

أي صرخة فلسطينية.

لم يعد مسموحا بها.

أي وجود للفسطيني. هو حسب هذه الأصوات. معاداة للسامية.

ورغم أننا شهود على 7 أكتوبر.

ورغم أن ما وقع قد وقع أمام أعيننا.

ورغم أننا أحياء.

فإنهم يلغوننا. ويركزون على يوم واحد.

ويجمدون الوقت. مركزين على هذا اليوم المشهود. والبطولي.

ويلغون أكثر من نصف قرن من الهمجية الإسرائيلية.

ويتألمون.

ويؤكدون أنهم ضد الهمجية.

وضد حماس.

ويؤكدون بما لا يدع مجالا للشك موت القضية.

وأنهم إنسانيون.

ولا يشبهوننا نحن الهمج. مع أنهم ينتمون إلينا. وإلى ثقافتنا.