أنس العمري:

الفلاحة تنقذ الشرق من كارثة. المنطقة التي تشكل، منذ سنوات، قنبلة موقوتة بسبب الكساد الاقتصادي الذي أصابها إثر توقف نشاط التهريب عقب تسييج الحدود بين المغرب وبين الجارة الشرقية الجزائر، ما كان ينذر بتفجر «فورات اجتماعية»، يستبشر سكانها حاليا بعودة عجلة التجارة للدوران، بعدما ظهرت بوادر تفيد تحقيق موسم فلاحي استثنائي لم يسبق أن سجل منذ 30 سنة.

ويتوقع سكان الجهة، التي عانت لسنوات من الجفاف، أن يعرف الإنتاج الفلاحي في الجهة نموا مهما، ما سيؤدي إلى تقوية النشاط الاقتصادي بالجهة، وتشغيل عدد كبير من اليد العاملة، وبالتالي تخفيف من أجواء التوتر التي سيطرت، أخيرا، على المنطقة.

ويرجع الفضل في عودة الشرق لاكتساب «الهوية الفلاحية» إلى تظافر مجموعة من العوامل أولها لعبت فيه الطبيعة دور الحسم بأن جادت السماء على المملكة بكميات استثنائية من الأمطار، أما الباقية فتقف ورائها كل وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة، إذ اتخذوا معا إجراءات لتشجيع النشاط الفلاحي أحييت الأمل لدى شريحة مهمة في خلق بدائل اقتصادية مدرة للدخل.

وأبرز هذه الإجراءات حفر عدة آبار لتسهيل عملية سقي الأراضي الممتدة على الشريط الحدودي مع الجزائر، وتوزيع رؤوس ماشية بالمجان على عدد من الفلاحين، وهي العملية التي قادها وأشرف عليها بشكل مباشر والي الجهة معاذ الجامعي، وساهم فيها مجلس الجهة.