الرئيسية > آراء > العمى لا يستحق كل هذه الضجة! كان من الممكن أن يمر شهر. أو عام. أو قرن. دون أن نعلم أن 16 مغربيا فقدوا بصرهم في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء
04/10/2023 19:05 آراء

العمى لا يستحق كل هذه الضجة! كان من الممكن أن يمر شهر. أو عام. أو قرن. دون أن نعلم أن 16 مغربيا فقدوا بصرهم في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء

العمى لا يستحق كل هذه الضجة! كان من الممكن أن يمر شهر. أو عام. أو قرن. دون أن نعلم أن 16 مغربيا فقدوا بصرهم في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء

حميد زيد – كود//


لا يحتاج العمى لأي توضيح من طرف وزارة الصحة.

لا يحتاج لأي إخبار.

ولا لأي تواصل.

ولا لأي بيان.

لا يحتاج لأن يعرف المغاربة حقيقة ما وقع.

لا يحتاج ذلك لأي مساءلة.

ولا لأي استقالة.

ولا لأي محاكمة للمتورطين.

ولا يستحق فقدان ستة عشر شخصا لبصرهم. في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء. كل هذه الضجة.

فالأمر في نهاية المطاف يتعلق بمجرد حقنة.

ولا داعي لكل هذا التهويل.

لا داعي لأن نعرف ما إذا كانت الحقنة فاسدة.

ومن أتى بها.

ومن اشتراها. ومن باعها.

ولا داعي للبحث عن المتسببين في ذلك.

ولا داعي لأي شيء.

وقد كان بالإمكان أن لا ينتبه أحد للأمر. لولا موقع “لوديسك”.

ولولا مواقع أخرى سجلت فيديوهات مع أقرباء للضحايا.

فما العمى في نهاية المطاف.

إنه مجرد فقدان للبصر.

مجرد خطأ بسيط يجعلك لا ترى.

يجعل العالم أسود بالنسبة إليك. والحياة سوداء.

يجعلك فاقدا للبصر في ما تبقى لك من حياة.

هذا كل شيء.

إنه يجعلك تفقد حاسة من حواسك. حاسة واحدة فقط. محتفظا بباقي حواسك. وبحاسة السمع. وحاسةاللمس…

فالناس يفقدون بصرهم في كل مكان.

الناس يرون العالم أسود. ولا يحتجون. ولا يطالبون بتحقيق.

الناس يموتون ولا يحركون ساكنا.

ولا يتهمون أحدا بالتقصير.

ولا يشيرون إلى من تسبب في موتهم بالإصبع.

بينما هناك من يحاول بكل السبل أن يضخم الأمر.

ويعتبره جريمة.

ويحمل وزارة الصحة المسؤولية.

ويتهمها بالتغطية. وبالتستر على “الجريمة”.

بينما هناك من يصور فقدان عدد من المواطنين المغاربة للبصر . بسبب حقنة.  على أنه مسؤولية لوزارةالصحة. وللحكومة.

بينما لا.

فلا أحد يتحمل المسؤولية في ما حدث.

وقد ظل المستشفى يشتغل لأكثر من عشرة أيام منذ أن وقع ما وقع.

ظل يستقبل المرضى.

ظلت الإدارة مطمئنة. والوزارة الوصية صامتة. كأن لا دولة في المغرب.

كأن لا وزارة الصحة في وزارة الصحة.

كأن لا حكومة في الحكومة.

ولا سلطة في السلطة.

ولم تر  أي جهة أنه من اللازم أن تتدخل.

وأن تخبر المواطنين.

فالعمى أمر عادي. مثله مثل الزكام. ولا يستحق أي تفسير.

ولا يستحق الضحايا أي عناية.

وأي اهتمام. وأي طمأنة. وأي تفسير.

ولولا موقع “لوديسك”.

ولولا أسر الضحايا. الذين من بينهم طفلة. كما تحكي شقيقة لشخص فقد بصره.

لما علم أحد بالخبر. ولما اكتشفنا أي شيء.

وقد كان من الممكن أن يبقى كل ذلك سرا

وقد كان من الممكن أن تظل وزارة الصحة صامتة

و متكتمة.

وقد كان من الممكن أن لا يحاسب أحد.

ولا يساءل أي مسؤول.

كان من الممكن أن يمر شهر.

ويمر عام

ويمر قرن

دون أن نعرف أن ستة عشرا مغربيا فقدوا بصرهم بسبب حقنة فاسدة في مستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء.

كان من الممكن أن نستمر في السخرية من فرنسا

ومن معاناتها مع حشرة البق.

كان يمكن أن نظل واثقين من تفوقنا المغربي.

كان يمكن أن نظل عميانا

لولا هذه الفضيحة

التي جعلتنا نرى الواقع المغربي على حقيقته

ونرى كيف يتصرف مسؤولونا

وكيف يتعاملون مع المغربي.

كأنه لا شيء

كأنه لا يستحق أي توضيح

وأي إخبار.

كأنه ليس بشرا.

كأن كل حالات العمى المفاجىء هذه

مسألة طبيعية

وعادية

وتحدث في كل مكان

لكنها للأسف الشديد استثناء مغربي

وما يزيد في استثنائيتها

هو التكتم عليها

وهو النظر إلى المواطن المغربي باعتباره مواطنا لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم

ولذلك ليس لزاما على أي وزارة  التواصل معه

وليس مفروضا على أي مسؤول أن يوضح للناس طبيعة ما وقع.

ولا داعي لذلك

لا داعي لتدارك هذا الخطأ

ولا داعي للاعتذار. ولا لأي تحقيق.

كما أنه ليس من حق الضحايا أن يشتكوا. أو أن يحملوا أي طرف المسؤولية.

وحتى تلك الحقنة ليست متهمة. ولا دخل لها.

ثم ما العمى في نهاية الأمر

إنه مجرد فقدان للبصر

ولا يستحق كل هذه الضجة وكل هذا الضغط على وزارة الصحة

وعلى الحكومة

إنه لا شيء مقارنة بالبق. وبحملة التفوق المغربي. على كل العالم.

قبل أن تظهر مثل هذه الأخبار  الصادمة

لتجعلنا نستعيد نظرنا

ونستعيد وعينا

ونرى المغرب كما هو.

مغرب يفقد فيه 16 مغربيا ومغربيا بصرهم في مستشفى عمومي

ولا من يتحمل عناء أن يوضح للناس

ولا من يشرح

ولا من ينطق بأي كلمة

ولا من يخبر

ولا من يؤكد. ولا من ينفي.

موضوعات أخرى

05/12/2023 06:00

حماس كترفض اتهامها بـ”العنف الجنسي” في هجوم 7 أكتوبر والشرطة الإسرائيلية كتدرس الأدلة للي عندها على هاد الشي

05/12/2023 03:00

مرض جديد ف الشينوا كيضرب الدراري الصغار خالع العالم والصحة العالمية طلبات من بيكين تقارير صحيحة عليه