لحسن أوزغربلت- أستاذ باحث//
فينما تتذكر الحب ؤالغزل ؤالغنا ؤالنشاط ؤالحب… خوتنا كايقولو نفس اللازمة؛ حلال، حرام، مكروه، منبوذ، الجنة والنار… آسيادنا هادشي سميتو “الغزل” ؤراه كاين فكاع الحضارات الإنسانية قبل كاع من التلفازة ؤ أفلام ديال إلهام شاهين ؤشاروخان.. ؤراهو كاين حتى عند المسلمين اللولين، ؤفعاهد الرسول (صلى الله عليه و سلاما) مازال. علاه شكون ئيقدر ئيتنكر للقصائد المادحة للرسول، ؤاللي كاتبدا –على الأقل القصائد اللي معروفة ؤكاتداول فالجوامع الى اليوم- كولها بالمقدمات الطللية اللي جا التقليد ديالها من “الجاهلية”. ؤاللي معروف هو أن المقدمات الطللية هي دوك الأبيات الشعرية اللولا فالقصيدة، واللي كايتغزل فيها الشاعر المادح للرسول بصاحبتو هي اللولا. بحال اللي كاين فالبردة “بانت سعاد”، اللي مدح فيها كعب بن زهير النبي محمد، مللي جا متخفيا طالبا عفو الرسول ؤ اعلن الإسلام ديالو بعدما كان أهدر دمو، فكساه بردته، معلنا عفوه عن با كعب. ولكن راه قبل ما يمدح فيها الرسول بداها بما لا يقل عن 35 بيتا شعريا غزليا على لاللا سعاد، ؤهادا جزء منها:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ
وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُول
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ
اللي فشكل هو داك الوصف ديال “هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ** لا يشتكي قصر منها ولا طول” زعما ختنا ما كاين اللي حسن منها فلاطاي، بمعنى إلى شفتيها جايا ما كاين لا كريشة لا شحومات لا هوم يحزنون، ؤيلا شفتيها غادية ؤ للا راجعة، السيدة مدبرة عجزاء “الخبار فراسك”.. ؤمللي سالا با كعب من الغزل على صاحبتو، عاد غايرجع للرسول باش ءيطلب منو العفو:
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاة ولَمْ أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ
ولكن اللي مهم هو الدرس اللي غانستاقيوه من ما سبق وهو ؤكيفاش تعامل الرسول مع كعب بن زهير.. ماقال ليه والو؛ يعني ما نهرو ولا هنزرو، ما قاليه لا بدعة ولا شيطان ولا أخلاق.. الرسول عجبو الحال وسمح ليه، ؤكثر من هادشي هداه البردة ديالو.
كذلك ومثال فقصائد أخرى بحال البردة الأخرى ديال محمد البوصيري، اللي حتى هو احلم باللي الرسول عطاه “السلهام ديالو” البردة، كايبداها ب:
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من اضم…الخ
نرجعو لمسألة أوخرى كاتميز بيها الثقافة والمجتمع المغربي، واللي كا تزيد تبين مدى التسامح ديالو، ؤ كذلك مرونة القوانين ؤالأعراف اللي نتجها على مر التاريخ، فحين أن مجتمعات أخرى- واخا كايتقاسم معاها نفس الملة ؤالعقيدة- إلا أنها بعيدة بزاف على هاد الميزة. الأمر كايتعلق بإقامة الحدود في حق شي واحد دار شي جريمة ؤللا شي خطأ ما كايتقبلوش المجتمع:
المغاربة، خاصة فالثقافة الأمازيغية، ما كانش عندهوم شي طريقة نموذجية أو نمطية ثابتة فالتعامل مع شي واحد اصدر منو شي سلوك معين كايتناقض مع الميثاق المتعارف عليه فالمجتمع. بمعنى ما كانوش بالضرورة كايحاكمو المجرمين بالطريقة اللي كايحاكمو بيها الشعوب الأخرى الخطاءين عندهوم، سواء كانت قوانين وقفية إلاهية بحال اللي معروف بإقامة الحدود (السن بالسن والعين بالعين…) أو كانت حتى قوانين وضعية.. بالعكس كانت عندهوم طرائق خاصة بيهوم، مثال؛
– كانت المرا إلى حملات خارج مؤسسة الزواج، ما كاتعدمش لا بطريقة ديال الرجم ولا بالوأد ولا بقطيع الريوس، لأن فالأصل ماكاينش شي حكم من هاد النوع، اللي كان هو أنو كايتفرض عليها تخوي القبيلة وتمشي تقلب على شي قبيلة أخرى اللي تقبل تعيش معاها. ؤواخا هاد الحكم تا هو قاصح، ولكن عللاقلللا ما كانوش دوك المشاهد الوحشية المرعبة ديال الرجم بالحجارة حتى الموت. ؤمثال ثاني؛
– فحالة القتل؛ إلى شي واحد قتل، كا يتفرض عليه تا هو إيخوي القبيلة بدون رجعة، ولكن خاص هو اللول إيكون في عار شي والي من أولياء العشيرة، يعني إلى قتارف جريمة القتل خصو باش ءينجا من الإنتقام ديال عائلة الضحية، ءيدخل للضريح ديال شي ولي صالح، ومن تمة كايوللي “فعارو” حتى كاتخرجو عائلتو من القبيلة ؤكايوللي فحالة “نفي”.. كايتسمى فأعراف ءيمازيغن “أمزواك” يعني منفي، ؤفالمقابل كاتكلف العائلة بالأمور الأخرى…
موهيم، بغض النظر على واش هاداك شي صحيح أوللا ما صحيح، متافقين معاه أوللا لا، كانت هادوك الأعراف هي انعكاس لمستوى دالوعي اللي ستاطعو الناس فوسط واحد الواقع اجتماعي معين، إنتجوه، ؤكولشي ءيقدر ءينضابط ليه، ؤكانت السلطة ديك الساعات مازالة مامركزاش ؤمازل مفهوم الدولة بهاد الشكل اللي عندنا اليوم ما كانش، ؤبالتالي ما كانتش هاد الأعراف خاضعة للقواعد السياسية للي كاتفرضها المصلحة ديال السلطة، وإنما مبنية فقط على مواثيق متافقة معاها الجماعة.. ؤكيفما كان الحال كاين فرق كبير بين هادشي ؤبين ثقافة؛ اقطعوووا ! ارجموووا ! اقتلوووا ! اهجموووا ! احرقوووا ! اسبوووا ! انكحوووا !!!
فاللخر، غير إلى مابغاتش السلطة لهاد الشعب إتنور أوصافي، أما الأرضية ديال التنور ؤالحداثة ؤحتى العلمانية راها كاينة.. المغرب –والعهدة على التقاليد- مشتل لكاع القيم اللي كاتمشي مع العلمانية، خاص غير هاد المشتل إتسقى ويتنقى من الشوائب ديال التخونيج ؤتبناج ؤتكلاخ اللي الدولة هي اللولا مسؤولة عليهوم خلال عقود طويلة فالتاريخ ديالو. ؤحتى دوك العولاما ديال الفتاوي د كوكوط مينوت اللي خايفين منهوم راهوم غير نمر ورقية، مافيدهومش ؤككايمشيو بحال الحنوشا غير على كروشهوم، ؤحتى هوما نهار تقول السلطة حباااس ! غايحبسو ؤغايولليو عاوتاني باباغاوات كاتبرر تبني العلمانية بالنص ؤالسنة، ؤالدليل هو هادشي اللي داير اليوم على مسألة الإرث بالنسبة للنساء، مللي بعض السلفيين تاهوما كايقولو باللي حشوما تبقى القوانين اللي كاتحرم المرا من حقها فالورث.. ولكن مللي مازال العلمانية مامطروحاش بالنسبة للسلطة كخيار استراتيجي، فالأمور غاتبقا على هاد الحال…آبيان طوو.