لحسن أوزغربلت- أستاذ باحث//
المغاربة كانو ديمان عايشين مسالمين مع الأمور اللي كاتبان لينا دابا غير “أخلاقية”.. بمعنى أن الأخلاق مفهوم مطاطي ؤنسبي، ما هواش مفهوم متعلق ب”الوقف”، قار، ثابت (ماشي الحاج)، غير متحول… ؤكولشي –فهاد الإطار- متعلق غير بالحدود اللي كانرسموها ليها حنا (للفن مثلا، للعلاقة بين المرا ؤالراجل…). يعني الطريقة باش كاينظر المجتمع لشي ظواهر فسياق معين، ما كاتبقاش نفس النظرة فسياق واحد آخور.. مثلا؛ كان “العري” عند البشرية أمر عادي قبل مايكون عندو مفهوم أولا معنى خاص.. قبل ما نعتابرو “السرة” أوللا “الركبة” عورة. ؤهادي مازالة كاينة فمجتمعات ما واصلاهاش التأثيرات الخارجية بزاف، فحال اللي كاين عند شي قبائل فإفريقيا بحال قبائل الهيمبا ؤ هيريرو، ؤزمبا ؤثاوا ؤنجامبوي، فين العيالات كايتساراو ؤكايقومو بأمور الحياة ؤهوما مالابسين والو.. كاتلقا مرا هازة بعلوك فظهرها ؤبزازلها طايحين، ما كاين لا سوتيام لا والو، ؤحتى بلايص اخرين مضرقاهوم غير بخيط أوللا شي جلدة ؤهانية، عادي.. حيث ببساطة المفهوم ديال الأخلاق عندهوم ما مرتابطش بالجسد.
ليوم إلى قلتي لشي حد باللي مرات الفقيه عندنا فالدوار كاتفارق مع راجلها قدام الباب ديال الدار.. هو غادي للجامع باش ئيأم الصلاة ؤيقرا الحزب، ؤهي غادية معروضة للعرس، مزوقة ناشطة شاطحة، غايقول كذوب.. وااه رجل دين، حامل لكتاب الله، قاري الدين ؤالملة، عارف بحدود الحلال والحرام، ؤمراتو خارجة متبرجة ؤغاتشطح فوسط جماعة مخلطة مايتمكنش !! آيييه أسسي.. هاداك نتا شفتيه تبرج، بينما راجلها الفقيه شافو طقس إنساني، الناس ديال الدوار متعلقين بيه ؤمتوارت، الزواج هاداك ؤالعرس هاداك ؤمنحقهوم إحتافلو بالطريقة اللي بغاو.. علا شانتا غاتجي ليوم ؤتقول ليهوم حرام حيث ماعجبكش؟؟
العلمانية –بلا ما نكترو فديك “الريببيتيسيون” ديال “فصل الدين عن الدولة”، هي كذلك فصل الدولة عن الدين؛ ماشي بحال كي كايعتابروها السلفيين “المسلفين”، حين أن العلمانية عندهوم مرادف للإلحاد ؤ إنكار العقائد ووو. من بين التعاريف الجامعة المانعة للعلمانية هي ديال خونا “فرج فوده” الله إيواليه بي رحمتيه”: ” ليست العلمانية إنكارا للأديان، وإنما هي إنكار لدور رجال الدين -بصفتهم رجال دين- في إدارة سياسة الدولة أو توجيهها. إذا كنا نرفض تدخل الدين في السياسة فإننا أيضا ندين تدخل السياسة في الدين، إن تسييس الدين أو تديين السياسة وجهان لعملة واحدة” إنتهى الكلام.
هاد المسألة إلى رجعنا شوي شوي لتاريخنا غانلقاو أنها كاينة مشحال هادي ( مابغيناش نديرو كوبي كولي للمنطق ديال المسلمين العرب، فينما كاتبان شي نظرية جديدة عند “الغرب الكافر” كا يقولو؛ ألللا ياه، راه كانت عندنا.. القرآن ذكرها.. النسبية ديال إينشتاين؟؟ ههه ! آآش كاع دار هاد إينشتاين.. خداها من القرآن !!!). ولكن الواقع أنه فالحالة اللي حنا بصددها، هو أنه فعلا كاينة.
– علمانية “الفقيه”
الفقيه فالدواور، غالبا كايجيبوه من بررا ديال القبيلة، ؤكاتكون المهمة ديالو فقط، هي ءيديها فالأمور الدينية: إمامة الجماعة فالجامع، ءيقرا القرآن فالكنايز، ويقرا الفاتحة ؤالبردة ؤالهمزية فالعقايق ؤحفلات الزواج…الخ، ماعمرو كانت عندو الصلاحية باش ئيتدخل فشؤون الجماعة (القبيلة) الدنيوية ؤالسياسية.. ماعندو سوق فتدبير أمور المياه (تاناست) ؤالأراضي، ؤقسمة الإرث ؤالرعي… حتى أن أمور الزواج ؤالطلاق، كذلك ومثال، ماعندو بيها غراض، اللي مسؤول عليها هو واحد العدل عارف بأمور الشرع، ؤغالبا كايكون ولد المنطقة أوللا القبيلة.
– زيادة على هادشي، واش زعما عادي فالدواور نلقاو مثلا؛ أنو ما كاينش شي جامع أوللا مؤسسة دينية (الزاوية) ما قدامهاش ساحة ديال النشاط (أسايس).. غالبا كانلقاوها سيرتو فالدواور اللي عندهوم مع أحواش، والنظم، مقابلة للمساجد ؤكاتكون مخصصة للاحتفالات ؤالرقص ؤالغناء.. هذا فعلا ئيقدر ئينقص اليوم، خاصة مع مشاكل العقار ؤالسكنى ؤالتيساع، ولكن راهو كاين.. كايخرج الحاج من الجامع مع تسالات صلاة العشاء، مازال شاد لوضو، ؤمنها ديريكت ل”أسايس”، وينظم:
” آننيخ ألملايك إزد إيس أور تلليمت ** آغيد أغذ ئيكا ربي لاوليانس
ترجمة: “حسابني الملايكة كاع ما كاينين** ولكن بالصح هنا فين كاع الأولياء خلقهوم الله”
وينظم آخر في الأطلس: “إيناس إبابا مش مموتخ تادرتي دوسمون ** أدداي محادان إخسان، إناس إلعداب أورو”
ترجمة: “قول للواليد إلى مت، ردمني مع حبيبي ** ئيلا لعظام محادين، غير قول للعداب مرحبا”.
باختصار هاد جوج الأمثلة، نقدرو نلخصو مضمونهوم؛ أنو فالمثال اللول، السيد شاك كاع فالأصل، من وجود الملايكة، رغم أنو يالله خارج من الجامع. ماعليناش، كيفما كان الحال ماغاديش نقدرو نقولو باللي راه السيد ملحد ؤللا ما كايآمنش بالله، اللا حاشا، غير الإعجاب بالنساء اللي حاضرين فالنظم، جعلاتو يعطي هاد المجاز واخا شوية قاصح عند “أصحاب العقول الضعيفة”، ويشبه العيالات اللي حاضرين بالملايكة ديال الله.. ؤفالمثال الثاني، كذلك المضمون ما بعيدش بزاف على اللول، حيث خونا اللي نظم كايتحدى كاع عذاب القبر إلى مات، يعني كيما شك اللول فوجود الملايكة قبل مايشوف الزين دالبلاد، تا هو كاينكر كاع وجود هاذ النوع ديال العذاب اللي سميتو عذاب القبر –فعلا غير مجازا- إلى بوه ردمو هو وحبيبو ؤعظامهوم محادين فقبر واحد… موهيم هادو يالله خرجو من الجامع، فككو الكريدي ديالهوم مع الله، ؤمباشرة شدو البنادر ؤمشاو يفكو الكريدي مع الزين أمولاي، وا التشيتشييييز أخاي !