لحسن أوزغربلت- أستاذ باحث//

مؤخرا خرجات لينا النسخة الثانية للدراسة الوطنية الاجتماعية والتربوية، اللي تدارت فوسط الشباب المتعلم اللي كايوجدو للباكالوريا، على الدين والسياسة، زيادة على لغات التدريس والمهن والوظائف المستقبلية. وبينات هاد الدراسة فالشق المتعلق بالديانات باللي 75.6 فالمية منهوم علمانيين…. هادشي مفرح ومزيان وكاينبأ بمستقبل مغربي جديد غايحتارم فيه المواطن خوه المواطن بغض النظر على جنسو وديانتو وحتى ميولاتو… ! ؤقدام واحد الواقع كحل ما فيه من الاحترام والتعايش والتسامح غير السمية، نقدرو نقولو بللي من هنا شي سنوات ماعمرنا باقي غانشوفو أحداث كارثية كاتضرب فالعمق كاع دوك التصاور ديال المغرب بلد الانفتاح ووو بحال بنات انزكان…الخ

قبل ما نتفاءلو بزاف خليونا نوقفو عند واحد جوج ملاحظات:

1)      البنية الفوقية، اللي هي باختصار، كاع دوك القيم والعلاقات المعنوية السائدة بين الناس، والايديولوجيا وطرائق التفكير السائدة الخ، كولها مجرد انعكاس ديال سياسات السلطة الحاكمة وأيديولوجيتها. بمعنى أن الثقافة السائدة هي الثقافة اللي بغاتها السلطة السياسية تسود.

2)      بغض النظر على التنامي اللي عرفو المد السلفي الرجعي، من بعدما انهارت المنظومة الشرقية، كانت الدولة فتحات جميع الجبهات للتيارات المحافظة باش تقوا وتواجه بيها الموجات ديال اليسار الجديد، وخصوصا فوسط الشباب المتعلم مللي حيدات “الفلسفة” وعوضاتها بالفكر الاسلامي، وهاكذا الدولة كاتحمل مسؤولية كبيرة فهادشي اللي وصلناه اليوم.

من هاد الجوج د الملاحظات كايبان لينا باللي المسألة العلمانية فالبلاد عندها أبعاد أعمق من داكشي اللي كانضنو؛ هي مسألة سياسية بامتياز، ماشي غير مجرد مسلكيات كاتعلق باحترام الخصوصيات العقائدية ؤالميولات ديال الأفراد. بمعنى أنو مللي تتبان العلمانية ضرورية ومفيدة للسلطة، فيقدر المجتمع يتسامح مع الاختلاف والتعدد… والعكس صحيح.

ولكن فالواقع عندنا فالبلاد حالة خاصة، لاحقاش مللي كانشوفو بحال هاد الدراسات، كانتفاءلو بزاف وكانقولو بللي ربما البلاد غادية من جديد فطريق، التسامح مع الاختلاف على الأقل فالدين والجنس والثقافات كيما كام شحال هادي فسياقات تاريخية معينة، ؤكايتعمق هاد الاحساس مللي كانديرو مقارنة صغيرة ؤبالعين المجردة مع بلدان اخرين بحال ديال الخليج مثلا.. فعللاقللا المرا عندنا تقدر تسوق الطاموبيل –كيفما تقدر تسوق البرويطا-.. تقدر تلبس المايو فالبحر فالصيف، ؤتقدر تمشي للخدمة بلا ما تدير الزيف.. ؤفالجانب لاخور بنادم كايكمي فالزنقة ؤيشرب الشراب، ؤيخللي حانوتو محلول فوقيتة صلاة الجوموعة، بلا مايجيوه صحاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويخليو ليه دار بوه.. عندنا فايس بوك ؤالواتساب (كوميم ماشي بحال كوريا الشمالية اللي عندها النووي ؤماكاينش فايس بوك ؤ ناشيونال دجيوغرافيك).. ؤعندنا البنات فالليسي مصاحبين مع تلامذ بحالهوم ؤكايتبادلو الرسائل بيناتهوم ؤكايكتبو فالحيط: فوزيا + عمر = لوف… ومع ذلك المدير ما كايدخلش قنوفتو فالعلاقة بين عبد الرزاق ؤنسرين بنت أستاذ ديال الإسلاميات… بمعنى أنو كاينا واحد النوع ديال العلمانية، حيت فالأصل المجتمع كايتقبلها ويقدر يتسامح معاها ، ؤهاد النوع هو اللي السلطة باغياه ءيكون، حيث ما كاتسبب ليها حتا شي إحراج وخا كايخصها تدير ليه الحدود، لأنه إلى زادت “بسالت” كاتضر بالشرعية الدينية والأخلاقية اللي بانية عليها السلطة حكمها، ؤفوق من هادشي كولو، هو اللي كاتزوق بيه نمط الحكم ديالها، ؤكاتسوقو في بروباكاندات إعلامية واسعة.

المشكل ديال بالصح هو أن هاد “العلمانية” ما مأسساش، ؤالدولة ما بغاتهاش تمأسس حيت كيما قلنا الهوامش الواسعة ديال العلمانية فحال اللي كاين –عللاقلا- فبلدان الديموقراطيات البورجوازية- ما خداماش فبلاد بحال المغرب، فين مازال بقايا نمط الانتاج الاقطاعي كاينة، واخا مزوقة بالحداثة والعصرنة، ؤفين الحكم مازال مبني على إجراءات ؤتقاليد بالية غارقة فالقروسطية.

اللي متبع الأحوال ديال المغرب فالتلفزة العمومية، ؤاللي كايشوف الخبيرات ديال الأئمة ديالنا كايأطرو الخطباء ؤ الفقها ديال أوروبا ؤ إفريقيا، على أساس محاربة التطرف الديني ونبذ العنف العقدي إلخ… كايمشي غالط بزاف، ؤكايعتاقد باللي هاد البلاد المسلمة، فعلا كاتمتع بهوامش كبيرة فالحريات بكل أنواعها، ؤهي مثال يحتدى به في التسامح.. ولكن غير كانخرجو من التلفزة ؤندخلو للأحياء الهامشية المهمشة فين الهايش مايش فارض حكم من نوع خاص، كانلقاو عشرة ديال الناس منهوم –يا حسرة- تلامذ فالباك وحتى طلبة جامعيين، ماشي غير الدواعش الصغار الحرفيين ؤصحاب خانز ؤبنين، ؤمالين مثلث بيرمودا فجبهتهم.. هاد الخليط ديال البشري كايحاصر جوج ديال الناس حيث سمع صفارة د الكوكوط ؤالريحة ديال كويميلة معطرة خارجة من البرتوش مع الطناش فرمضان، كايريبو عليهوم البرتوش ؤيشبعوهوم عصا، ؤفاللخر كايشهرو بيهوم قدام الغادي ؤالبادي قبل ما يدخل الضحية الحبس ؤالجاني حر طليق.. كولشي مباح فبلاد ما مأسساش فيها العلمانية !! إيوا أسيادنا هادا هو التسامح اللي عندنا فالمغرب؛ مايد إن موروكووو !

هاد 75.6 فالمية ديال تلامذ الباكالوريا علمانيين فشي شكل. العجاب ما شي هو فالنسبة المئوية، لاحقاش واخا داك عمر ؤعبد الرزاق اللي كايقراو فالباك، والدراسة اللي تدارت ما ستاتناهومش، مصاحبين مع بنات الناس.. إلى عاقو بخواتات هوم كتبو برية لصحابهوم غايحرقوهوم هوما ؤجوج حروف اللي كاتبين على الحوب، ولكن المسؤولية ما كايتحملوهاش هوما، بالقدر اللي كاتحملها الإيديولوجيا السائدة، اللي فرضات مقررات دراسية مدعشنة ؤثقافة دينية متطرفة.. قلنا العجاب ماهواش فالنسبة المئوية، لأن الثقافة دالمغاربة فالأصل متساهلة مع الاختلاف، هادشي كاتبينو بزاف ديال المظاهر اللي مازالة كاينة عندنا حتى لدابا، واخا بدات كاتنقص سيرتو فالمدن.. ولكن التقاليد ديالنا حتى لدابا مازالة عامرة بالتجليات ديال واحد النوع د العلمانية متقدمة بزاف على اللي كاين دابا، ؤهادشي نقدرو نشوفوه من خلال طقوس الاحتفالات فالزواج وحتى المناسبات الدينية منين كانلقاوها مزيج بين أساليب ؤطقوس احتفالية جاية من ثقافات مختالفة كانت متعايشة فالبلاد قبل حتى ما “يتعصرن” أسلوب الحكم، ؤاللي منها شي حوايج جايين من اليهودية ؤ المسيحية، ؤحتى الوثنية… إذن كاينة واحد القابلية عند المغاربة باش يتعايشو مع الاختلافات ويتقبلوها، ؤهاد القابلية تقدر تزيد مللي كاتلقا واحد أرضية موازية كاتضمنها الدولة فإطار سياساتها العامة فهاد الجانب، ولكن مع الأسف العكس هو اللي كاين. ؤهادشي هو اللي كايخلع، لأن ديك القابلية غاتموت مع الوقت سيرتو مع التأويلات المعاصرة ديال الاسلام، أي مللي وللات داعش حاضرة كفكر قبل ما يكون هاد الفكر عملي منعاكس فسوريا والعراق، ؤليبيا ؤبلجيكا ؤ المغرب ؤ واكادوكو ؤالمريخ ؤ جزيرة الكنز…

عندنا فهاد البلاد السعيدة مظاهر كثيرة كاتعكس الانفتاح ديال شعبها ؤحبو للجمال ؤالفن ؤكاع القيم الإنسانية النبيلة، اللي وللات دابا كاتقلص من بعدما هاجموها أعداء الفن ؤعشاق العفن، بدعوى أنها بدع ما خلاهاش لينا الدين ديالنا.. ؤمنها على سبيل المثال “ظاهرة الزقير أو الصقير”

1)      الصقير أو الزقير أوللا “تاصقارت”، ماشي غير مجرد ظاهرة، بالعكس هي جزء من ثقافة المغاربة، خاصة عند إيمازيغن فالدواور مللي بدات ؤهي مستمرة.. أما الظاهرة  تقدر تبان ؤتموت فظرف “وجيز”. الموهيم، “الصقير” حتى لدابا، واخا الإدعاءلات ؤ الهجومات عليه، ما قدر حد ءيوقفو، بالرغم من أننا كانعيشو فعصر ما هواش العصر اللي تنتج فيه، عصر الرأسمالية ؤالعولمة ؤ لانتيرنيت ؤجري عليا نجري عليك أطرييف د الخبز.. واخا كانعرفوه دابا كاين غير فشي دواور قلال، خاصة فالجنوب (تافراوت، طاطا، إسافن، إغرم…) ولكن الموهيم راه كاين مشحال هادي ماشي وليد اليوم.

الصقير أسيادنا هو أنو مع كاتقرب الشمس تطيح، كاع البنات الشابات ؤالدراري الشباب ديال الدوار كاينزلو للواد، ماشي بالتخبية – ؤهادا هو المهم- قدام واليديهوم. كاتخرج البنت ؤكاتسولها مها؛ فين غادية؟ – “دديخ آد زقرخ” غادية نمشي نصقر، ؤكاتخرج البنت كاتدوز على باها قدام الباب جالس فوق الهيدورة ؤحداه التيمم ؤشاد التسبيح ؤهو عارف آش كاين.. ؤماكاين تا موشكيل؛ هادشي دزنا فيه ؤدرناه ؤهانية.. البنات ؤالدراري كايتلاقاو فالواد، فرومانسية تامة تحت القمرة، كولها شاد كوان تحت شجرة أو حجرة، ؤكايجممعو… ! آآآسسي رد بالك، ماقلناش هادشي ؤحسابك غاتنزل ل”إغرم” أولا “إسافن” أولا “أكرض أوضاض”، ؤ غا ت***.. ماكاينش داكشي.. كاين الاحترام، غير تبسال مع شي وحدة إيتجمعو عليك الناس ؤ ماعمرك غاتعتب الدوار مررا أخرى…ددي الكبت ديالك للمدينة ! هادا هو “الصقير”. الإستنتاجات؟

1)      كاتوللي العلاقة بين النتوة ؤ الذكر، علاقة طبيعية، كايسود فيها الاحترام، ؤماكاينش التحرش ؤالبسالة

2)      الإغتصاب ؤالتحرش ؤالبيدوفيليا اللي عاطية فالحي المحمدي، ؤالداوديات، ؤالواد الخانز ؤ تارراست… بباح (بالطيع هاد الوضع ماختاروهش سكان هاد الأحياء عن طواعية، وإنما لقاو روسهوم موضوعيا كايعانيو منو).

3)      المرا عندها قيمتها، ؤقيمتها فبنادم اللي وللا كايشوف فيها إنسان، كائن بشري بدماغو بعواطفو… ماشي غير ثقبة.. لأن الكبث هو اللي كايجيب داكشي، ؤالكبث بدورو غير مزروع، ءيلا لقا اللي يسقيه كايكبار ويتطور ؤكايولد، بحال اللي كان فالمدارس ديالنا مللي الموعلليم كايفرق الصفوفا على أساس جنسي؛ الصف ديال البنات ؤصف ديال الولاد وبينهما برزخ.

4)      حتى واحد مايقدر ءيقول بللي الدواور، خاصة ديال الجنوب، ماهياش معقل ديال المحافظة ؤالتدين ؤ الأخلاق ؤالاحترام، ؤحتى النوابغ فالتدين ؤالشرع ؤعلوم الدين راهوم جايين من الدواور… ؤمع ذلك كانو ما كايتسوقوش لهاد شي حيث كايعتابروه مجرد ثانويات.

5)      هادا زيادة على أنو كايفك الإشكاليات اللي غالبا كاتجي من بعد الزواج أو حتى قبلو، بمعنى من المدابزة على فلوس الصداق.. لأن الإمكانيات المعنوية ديال التفاهم القبلي على حياتهوم المستقبلية مع الزواج، توفرات.

6)      الصقير عندو دور مهم ف إتقاء شر الإغتصاب باسم الزواج –الدخلة- أي الصدمة النفسية ديال هادا مزوجينو بوحدة ما عمرها شافتو.

7)      المجتمع خلق قوانين ؤ أعراف خاصة ديالو، باش ءيفك واحد العداد ديال الظواهر الاجتماعية المفللسة اللي خالقة مشاكيل كثيرة؛ التشرد، أطفال الشوارع، البيدوفيليا ؤ الاغتصاب…الخ

عموما هادشي راه كاين، ؤمازال غايستمر، ؤما غايقدرو لا تأويلات ديال النص الديني ولا التعصب ديال حراس الفضيلة يحبسوه، لأنو موضوع اجتماعي ؤ ثقافي موروث وضارب فالعمق ديال الحياة الاجتماعية للناس للي كايعيشوه.. ولكن الموشكيل هو أنو ما مكتوبش، ما مصورش، ما مدروس ؤما موتقش.. هو نتاج وعي اجتماعي بالمحيط ؤ الإشكاليات اللي فرزاتو. ويلا كانت فعلا بلادنا فيها داك الإرث الثقافي ؤالاجتماعي المتجدر، تاريخيا وإدراكيا، ؤاللي كايتعتابر مدعاة للفخر.. ويلا كانت عندنا فعلا، دولة غادية فطريق الحداثة ؤفيها التعايش بين الثقافات ؤ أساليب العيش كيما تايقولو، علاش الدولة ما مسوقاش ليها ؤما كاتعيرها أي اهتمام، فالوقت اللي الفكر السلفي، اللي كايداعيو أنهوم كايحاربوه، يصول ويجول في الندوات والبرامج الإعلامية فالقاعات العمومية ؤ وسائل الإعلام العمومية؟؟؟