عثمان الشرقي – كود//
حسب الإحصائيات الرسمية، أكثر من 95٪ من البنايات والعقارات فالمغرب تبنات غير فالخمسين عام اللّخرين، وكتر من 80٪ منها تبنات فالعشرين عام اللّخرين فقط. العقار ماشي غير حديد وحجر، راه مرايا كتورّينا بزاف ديال الحوايج على المجتمع، وعلى العلاقة بين الدولة والمواطنين، وحتى على مستوى الحرية والوعي.
واحد المفارقة العجيبة عندنا: تلقى ڤيلا فالرباط أو فالدار البيضاء بثمن 2 مليون دولار، و قصر أثري فدولة أوروبية فحال إنجلترا ممكن تلقاه بنصف هاد الثمن، وتقدّر تحوّلو لفندق ولا مطعم ويدخّل ليك الأورو والجنيه الاسترليني. الفرق هو أن الثمن ماكاينش فالحجر، الثمن كاين فالعقول ديال الناس. السوق ماشي دايماً منطقية، واللي كيربح هو المنعش العقاري والبائع، أما المشتري فغالباً كايدخل السوق و كيطيح ففقاعة غادي كردݣ عاجلاً ولا آجلاً.
إسبانيا كانت بحال المغرب: الشميشة، البحر، الطلب من الداخل والخارج، وكلشي كيبني. ولكن منين عمر السوق فالقرن العشرين، طاحت الأسعار فالألفية الجديدة، وبقات الديور كاتتباع بنص الثمن. اليوم دار زوينة حدا البحر فجزر الخالدات كتسوى 200 أو 300 مليون سنتيم، وهدي رسالة للّي باغي يستثمر: السوق ماشي دايماً طالع.
المشكل الكبير هو الانطلاقة الخاطئة للعقار فالمغرب. المدن كتكبر بطريقة عشوائية، فغياب تخطيط حضري حقيقي ودولة قوية تنظم الأمور. الوكالات الحضرية عامرة بموظفين غير مؤهلين، تكوينهم فرنكوفوني تيعتمد غير على الحفظ والتطبيق بلا ابتكار، وكل فكرة جديدة كيتقمعوها بالبيروقراطية. النتيجة: مدن مكتظة، طرقات ضيقة، ناس مداحسين، والعمارات طالعة فوق بعضياتها بحال علب السردين والإضاءة باهتة وضعيفة
قبل الاستقلال الناس كانو عايشين مرتاحين فدوار والفيلاجات، التيساع والهواء الطلق. ولكن السياسات اليسارية والنيوليبيرالية بعد الاستقلال خلات الناس يبيعو أراضيهم ويمشيو يعيشو فالمدن فظروف قاسية. الجيل الأول جا من البادية وسكن فغار، والجيل الثاني كبر فالغار وبنى غار أكبر، وهكذا ولات المدن كتتمدد بلا نظام ولا جودة حياة.
المدن المغربية ولات مختنقة: الزحام فالطرقات، مشاكل الجيران، الطلاق، الكريساج، وانعدام الراحة. السكن الاجتماعي زاد كرفصها حيت ولاو الناس عايشين فوق بعضياتهم، بلا خصوصية ولا توازن. والسياسيين اللي كيساهمو فهاد السياسة العقارية اليسارية اللي كاتشجع البناء بلا عقل، راهم كيزيدو الناس فالفقر والمعاناة.
إلا بقات المدن كتتوسع بهاد الطريقة، المغرب غادي يعيش مشاكل خايبة فالمستقبل: اختناق حضري، ضغط على الماء، طاقة، نقل، وأمن. المدن خاصها توقف فحد معيّن، ويتوجّه الاستثمار نحو القرى والمدن الصغيرة. خاص الدولة تدعم العيش فالضواحي، وتبني بنيات تحتية فالمناطق اللي بعيدة على المراكز الكبرى. الناس حتى هوما خاصهم يبدلو نظرتهم للحياة: ماشي بالضروري تسكن فمدينة عامرة ولا عمارة عالية ولكن تقدر تعيش بكرامة، فمساحة ديالك، بلا صداع، وبلا كريدي تابعك طول حياتك.