شهدت مسيرة الدار البيضاء التي تشهدها حاليا (منتصف نهار الأحد 6 مارس 2011) بساحة محمد الخامس (لحمام) إنزالا غير مسبوق لجماعة “العدل والإحسان”. يبدو أن الجماعة بدأت تغير استراتيجيتها ولم تعد تكتف بالمشاركة المحدودة، فغالبية الحاضرين في الساحة (أكثر من 80 في المائة) من نشطاء وأعضاء الجماعة الإسلامية المحظورة قانونيا. ما يلفت في مسيرة اليوم ضمن مسيرات حركة “20 فبراير” للمطالبة بالتغيير، هو أن قياديا من “العدل” قادها، وبدا قبل إطلاق أول شعار “باسم الله الرحمن الرحيم”، لكن الجماعة اختارت تكتيكا ذكيا، فقد ظل قياديوها يرددن “حركة 20 فبراير”.
الجماعة لم تنزل بثقلها العددي فقط، بل كانت مجهزة بمكبرات صوت وسلم وكاميرات للتصوير. شباب “20 فبراير” الذي فاجأه هذا الحضور، حاول الانخراط في المسيرة، فعلى سبيل المثال لم تدخل أية فتاة إلى الحلقية الكبيرة بالساحة إلا بعد مرور أزيد من نصف ساعة، “هاد الشي فاجأنا ما كناش ننتاظرو منهم يبداو المسيرة بلا بنا” تقول عضو في الحركة.
بعد قرابة ساعة حاول أعضاء الحركة من غير “العدليين” كسر الهيمنة الإسلامية، فتناولت فتاة مكبر الصوت وبدأت في رفع الشعارات، وقد تبعها الحاضرون لكنها لم تستطع أن تعبئ وراءها جماهير الساحة.
مطالب اليوم لم تختلف عن مطالب المسيرتين السابقتين (20 فبراير و26 فبراير) إذ ردد الحاضرون مطالب بتغيير الدستور وطرد المخزن متسائلين عن “فلوس الشعب” و”تزوير الانتخابات”. بعض الشعارات حورها “العدليون” فشعار “فلوس الشعب فين مشات. فالويسكي والحفلات”، لم يرددها كثير منهم ومن فعل غيرها لتصبح “فلوس الشعب فين مشات. موازين (المهرجان) والحفلات”.
وقفة اليوم كانت أكثر تنظيما وأكثر حضورا لجماعة عبد السلام ياسين، هؤلاء لم يرغبوا في السيطرة عليها، ربما يفعلون ذلك مستقبلا، خاصة أمام تشتت أعضاء الحركة من التيارات اليسارية وصراعاتهم الإيدلوجية.