فاطنة لويزة – كود//

هاد الأيام نظمت جماعة العدل والإحسان أنشطة بمناسبة ذكرى وفاة عبد السلام الياسين، الأب الروحي ديال التنظيم، وبحال كل سنة استدعات الجماعة وجوه غير إسلامية، باش تبين الانفتاح ديالها.
ولكن هادوك لي حضرو، هم نفس الوجوه لي كتحضر كل عام، وهوما نفسهوم لي كيريحو مع العدل والإحسان في إطار منظمة “همم” لي كتقول أنها كتهتم بالاعتقال السياسي.
أكثر من ذلك، هاد العام كان الحضور والاستجابة لدعوات العدل والإحسان، أضعف من كل السنوات السابقة، وكاين وجوه يسارية لي كانت كتدعي للتقارب مع الجماعة، وقاطعت احتفاليات العدل والإحسان هاد السنة، ربما لأنها أصبحت روتينية، أو لأنهم مبقاوش باغيين يكونو ديكور فقط في مهرجاتات الجماعية العلنية.
ولولا حضور بعض “الصحافيين ” المفرج عنهم بمناسبة العفو الملكي ديال عيد العرش، وبعض عائلات لي مزال معتقلين بحال عائلة زيان، كان غيكون الأمر يشكل ورطة تواصلية للعدل والإحسان.

فلي شاف صور وفيديوهات النشاط المركزي لي نظماتوالجماعة في المقر الرئيس ديالها بسلا، وبحضور القيادات الكبرى ديالها، بما فيهم الأمين العام محمد العبادي، والرجل القوي تنظيميا فتح الله أرسلان،والمحتكر للجانب السياسي في الجماعة المتوكل، غيلاحظغياب وجوه سياسية بارزة من باقي التنظيمات السياسية، بما في ذلك ديال الإسلاميين، وباستثناء بعض الوجوه المتقاعدة من الفعل السياسي المباشر، وباستثناء المعتقلين المفرج عنهم في ملفات مرتبطة بالصحافة أو الرأي، أو عائللات معتقلين آخرين، فلا توجد أي أسماء وازنة لبن دعوة العدالة والإحسان، وهادشيكيبين عزلتها السياسية.

حاليا، وبعد تراجع العدل والإحسان في الحركة الطلابية، رغم أنها دفعت الشباب ديالها إلى الإعلان عن اسم جديد ككاتب عام وهمي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكلشيعارف ان هذه كذبة كبيرة، باعتبار أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب شبه منعدم في الجامعات، وأن فصيل الجماعة كاين غير فشي كليات قليلة.
وبعد تراجع تنظيمها النقابي، لي لولا توافقاته المشبوهة مع تنظيمات سياسية أخرى على حساب الديموقراطية النقابية، بحال لي وقع في المؤتمر الأخير ديال النقابة الوطنية للتعليم العالي، مكان غيبقى عندو حتى تأثير.
بعد هادشي كلو، أي ضعف التنظيم الطلابي والشبيبيلي مبقاش قادر يستقطب الشباب، والتنظيم النقابي، بقات فقط هيئة المحامين في الجماعة هي لي كتحرك، واستثمرت مزيان في ملفات لي عنجها علاقة بالاعتقال السياسي، ولذلك فحتى المعتقلين المفرج عنهم أو عائلات المعتقلين الحاليين كتحضر من باب رفع العتب، ورد الجميل فقط، مع تسجيل أن الجماعة مقدراتش دير اختراق في ملف معتقلي حراك الريف، رغم انها نصبت محامين للدفاع عنهم، ولكن كيبان أن ناصر الزفزافيورفاقه وعائلاتهم عندوم توجس من الجماعة.

النقطة الثانية ولي عندها علاقة بتخليد ذكرى وفاة عبد السلام ياسين، هو استمرار الانشقاق داخل الجماعة، حيت كاين تيار كبير خرج من الجماعة، وكيتهم القيادة بالانقلاب على منهج المرشد الراحل، وهادو خرجوبمناسبة الذكرى واحد الكتاب، قالو أن عبد السلام ياسين هو لي مألفو، وأن القيادة الحالية مبغاتش تخرجو، وهاد الكتاب غيخرجو للوجود واحد من رموز هاد التيار إسمهأبو الحزم، وكان مقرب من عبج السلام ياسين، وهاد الكتاب كيأكد فيه ياسين على الطابع الصوفي، وعلى علاقته بالبوشيشية سابقا.
هاد التيار كيقودو أبو الحزم لي كان مثرب كيما قلنا من ياسين، وكذلك المهندس الجعواني وهادا كان من الممولين للجماعة ماليا، والخلاف لي عندوم مع الجماعة هو أنهم كيقولو أن منهج ياسين يقضي بأنه بعد وفاة الشيخ خاص الجماعة يكون عندها شيخ، وهادشي كيسميهياسين صحبة رجل، ولأن العدل والإحسان معندومشحاليا شي حد عندو الكاريزما ديال المشيخة بحال ياسين، فالجماعة اجتهدات وقالت بالاتنتقال من صحبة المرشد إلى صحبة الجماعة، ولذلك العبادي لا يحمل صفة المرشد أو الإمام كيما كان الحال مع ياسين، بل صفة الأمين العام بحال أي تنظيم سياسي.
التقطة الأخيرة في تلفة العدل والإحسان، مرتبطة بما يقع في سوريا، ففي بيان الدائرة السياسية للجماعة، وفي تصريحات بعض قيادييها، وفي تدوينات الكثير من القياديين الشباب في دائرتها السياسية (الموجة الثانية)، بحال منير الجوري وعمر أحرشان وحسن بناجح وفؤاد هراجة ومنار باسك، كاين دفاع على المعارضة المسلحة لبشار، وتثمين لما يقع هناك، وهادشي يتعارض مع منهج ياسين، حيت ياسين كان كيرفع ثلاثة ديال اللاءات: لا للسرية، لا للعنف، لا للتعامل مع الأجنبي، فمن المفروض أن الجماعة يكون عندها تحفظ على أي معارضة مسلحة، ويكون عندها تحفظ أكبر إذا كانت مدعومة من دول أجنبية.
أنا كنظن أن موقف الجماعة وقيادييها، هو بسبب كتابة ياسين على ماكان كيسميه النصيريين في الثمانينات في علاقة بأحداث حماة، لي طحن فيها حافظ الأسد الإخوان المسليمين، فبغاو يبينو أنهم محافظين على إرث ياسين، بلا ما يفطنو أن السياق لي كتب فيه ياسين ماشي هو السياق الحالي.
أو ان عدلاوة، كيحاولو بهاد الموقف إعادة استرجاع علاقتهم بتركيا، ولي تضررت كثيرا في السنتين الأخيرتين، بعد ما كانت تركيا بحال شي قاعدة خلفية ديال العدل والإحسان على مستوى نشر تيارها عالميا.
عدلاوة عارفين بلي تركيا لاعب أساسي فيما يقع، وهادي فرصة يرممو العلاقة ديالهوم معها.
واش هادا كيعني أن العدل والإحسان تابعة للخليفة أردوغان؟
لا، ماشي هكاك.
العدل والإحسان تيار فريد من نوعه، فهو عندو زوج واجهات، واجهة في المغرب سياسية (الدائرة السياسية ويقودها المتوكل) ودعوية ( الجماعة الأم ويقودها في الواجهة العبادي وفي الحقيقة أرسلان)، وهذا تنظيم قطري بحسب أدبيات العدل والإحسان، وعندها واجهة أخرى في الخارج، كيسميوها مدرسة العدل والإحسان، وهادي لا تهتم بالسياسة بل فقط بما يسمونه التربية، ولي فالحقيقة التصوف الياسيني، وهاد مدرسة العدل والإحسان تحرم على المنتسبين لها العمل السياسي، أو التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبلدان التي توجد بها، بمعنى أن وظيفتها هي نشر فكر ياسين فقط، مع التركيز على الجانب الصوفي والتربوي والدعوي، (طبعا كاين جانب خفي هو التمويلات لي كتجي من عناصر الجماعة في الخارج للجماعة الأم في المغرب).
تركيا كانت تقريبا هي مركز هاد المشروع، ولكن ربما تركيا بدات تخاف من الجماعة خصوصا أن هاد المنهج أقرب إلى ما كان يقوم به فتح الله غولن في تركيا قبل وفاته.
يمكن نرجعو لهاد الموضوع بتفصيل، ولكن السؤال إذا كانت مدرسة العدل والإحسان بالخارج لا تمارس السياسة (اتباع هاد المدرسة لم يشاركوا في أي تظاهرة داعمة لفلسطين في اسبانيا وإيطاليا وانجلترا وفرنسا)، فواش ما يمكنش سوقع صراع بينها وبين مؤسسة إمارة المؤمنين على مستوى تأطير الشأن الديني لمغاربة العالم ( بدات مؤشرات ديال هادشي في إسبانيا مثلا)