بعث مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان رسالة إلى المكتب التنفيذي لحركة “التوحيد والإصلاح” والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية”، وجاء في الرسالة التي توصلت “كود” بنسخة منها أنهم لجئوا إلى ذلك “في هذا الظرف الدقيق من تاريخ شعبنا وأمتنا لنعبر لكم عن نظرتنا وموقفنا من تفاعلكم مع الأحداث الجارية واجتهادكم في التعاطي مع الشأن العام لهذا البلد”.
 
وأضافت الرسالة التي توصلت “كود” بنسخة منها، أنها جاءت بعد أن عبر “بعض قيادييكم”….”بجلاء عن “الوصول” وعن “نجاح” اجتهاد يجب على جماعة العدل والإحسان أن تعتقده وتعتنقه لتعمل به من “داخل المؤسسات”.
 
ووقفت الرسالة على ما اعتبرته “خلطا” يقارن ما يجري “في المغرب وبين ما حدث ويحدث في بلدان أخرى مثل تونس ومصر وليبيا”، واعتبره البيان “تلبيسا فظيعا”، لأنه في تلك الدول، تضيف الرسالة، “انتفضت شبابا وشابات، ورجالا ونساء، وصبرت وصابرت ورابطت في الميادين إلى أن أسقطت أنظمة كان يستحيل على الكثيرين مجرد تخيل زعزعتها” أما المغرب، ف”بلد لم يستطع حكامه –وجزء لا يستهان به من طبقته السياسية والحزبية مع الأسف– إدراك عمق وحجم التحولات التي تفرضها الأمة اليوم على العالم أجمع، ولم يستطيعوا التخلص مما دأبوا عليه لعقود من المناورة والخداع والمكر مما لا يفيد اليوم على الإطلاق، بل إن تلك التصرفات والأساليب هي التي أفضت إلى هذه النتائج التي نعيشها الآن، وإن الاستمرار فيها لن يؤدي إلا إلى الكوارث نسأل الله الحفظ لهذا البلد و لسائر بلاد المسلمين”.
 
كما انتقد ما سماه “الالتفاف والروغان” على مطالب الشعب، ووصف المراجعات الدستورية “لعبة قديمة جديدة”، والدستور بانه “دستور غامض جدا ومفتوح على كل التأويلات، بل سيفتح على أخطر التأويلات يوم يشعر الاستبداد -كما يتوهم- أن العاصفة مرت وأن محنته معها انتهت”.
 
وانتقد دفاع التوحيد والإصلاح على الدستور واعتبرت الجماعة ذلك “مساهمة في الالتفاف على المطالب الحقيقية للشعب، ومساهمة كذلك في تضييع فرصة ليست بالهينة، مع العلم أن الفرص الكبرى لا تدوم إلى الأبد”.
 
وأكدت الجماعة أن المغرب به “ملك عاض” و”ملكا جبرية”
 
وردوا على دعوتهم بضرورة العمل داخل المؤسسات، وقالت الرسالة ف”المؤسسات التي تعملون وتدعون للعمل من داخلها هي في واقعنا المغربي هوامش على متن الاستبداد، وديكورات لتزيين الحكم المخزني. ولقد خبرتم –مع الأسف– هذه المؤسسات وكيف يتلاعب بها قبل الدخول إليها وأثناء العمل فيها، وجربتم –إلى حد ما– سطوة وجبروت الماسكين بخيوطها”.
 
وبخصوص الوصول إلى الحكومة قالت الرسالة “وصولكم اليوم إلى هذه المؤسسة “الجديدة” لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بسير طبيعي معالمه المنافسة الشريفة و المصداقية والكفاءة، بل جاء ذلك، كما يعلم القاصي والداني، نتيجة هذه التحولات التي عاشتها الأمة ولا تزال، ولم يكن المغرب استثناء”.

ولمحوا أن النظام ساهم في وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة “أننا نعلم،كما تعلمون ويعلم الجميع، ولا نمل من تكرار هذا، أن انتخابات شفافة ونزيهة في أي بلد مسلم، من الأدنى إلى الأقصى، نتائجها معلومة” “وما نشاهده ونشهده اليوم من تفاعل الحكم المخزني مع التّحولات الجارية لا يخرج عن هذا السياق، سياق التبعية والائتمار بأوامر من يريدون التأقلم مع الأوضاع الحالية ورعاية مصالحهم في هذه الظروف الجديدة التي تحياها وتحيى بها أمتنا.
 
واعتبرت الرسالة “الحديث عن المؤسسات “وتعددها واختصاصاتها في ظل الحكم الفردي ومشروعه السلطوي الاستبدادي ضربا من الخيال”،
وأضافت الجماعة أن “العمل من داخلها وفق شروطه وابتزازه مخاطرة سياسية بل انتحارا حقيقيا”، وأضافت الرسالة التي توصلت “كود” بنسخة منها، أن الجماعة “تشعر ب”الخوف الشديد عليكم وعلى مستقبل رجال ونساء من خيرة أبناء هذا الوطن، ولا نزكي على الله أحدا، بذلوا ويبذلون، وما أظننا نخطئ إذا قلنا إنهم سيبذلون جهودا كبيرة، ولكن مع الأسف في الاتجاه الخطإ وفي الزمان الخطإ”.