الوالي الزاز -كود- العيون///
اختتم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، مساء اليوم الأربعاء الموافق لتاريخ 6 شتنبر 2023، جملة لقاءاته مع الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية والقبلية، بمدينة العيون، بعقد مباحثات بمعية ممثلين عن فئة العائدين لأرض الوطن.
ووفقا لما تحصلت عليه “گود” من معطيات خاصة، فقد قدم العائدون لأرض الوطن للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، نبذة عنهم والواقع الذي يعيشونه وظروف عودتهم ومدى اندماجهم في المجتمع بالمنطقة وما واجهوه إبان فترتهم بمخيمات تندوف.
وقدم المتحدثون للمبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، كرونولوجيا عودتهم للحاضنة الأم المملكة المغربية، وحيثيات عودتهم للمملكة المغربية من مخيمات تندوف والقناعة التي تشكلت لديهم للعودة للمغرب وتخليهم عن فكر جبهة البوليساريو وتجاوبهم الإيجابي مع نداء الملك الراحل الحسن الثاني “إن الوطن غفور رحيم” بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وأخطر المتحدثون المبعوث الشخصي بمدى اندماجهم في المجتمع بالأقاليم الجنوبية، حيث وفرت لهم المملكة المغربية العمل والعيش الكريم ومكنتهم وعائلاتهم من حقوقهم، وأمنت مشاركتهم بِحرية في كل المجالات السياسية والحقوقية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات، آخرها مشاركتهم في انتخابات أكتوبر 2021.
وكشف المتحدثون للمبعوث الشخصي، أن عودتهم لأرض الوطن كانت بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان بمثابة فرصة لمراجعة فكرة الانفصال والتفكير في العائلة والأهل، مشيرين أنهم عانوا الأمرين لدى عودتهم من مخيمات تندوف، إذ منهم من قتل خلال محاولة العودة ومنهم من اختفى ومنهم من اعتقل ومنهم من قضى فترات في سجون البوليساريو نتيجة لذلك.
وأكد العائدون لستافان دي ميستورا، أن المملكة المغربية وفرت لهم السكن والرعاية الاجتماعية والتعليم والإدماج لعائلاتهم ومكنتهم من أوراق ثبوتية وجنسية تسمح لهم الآن بالتجول بحُرية في مختلف أنحاء العالم.
وشدد بعض المتحدثون للمبعوث الشخصي أنهم كانوا من بين مؤسسي جبهة البوليساريو ونواتها الأولى، حيث أسسوها لمواجهة المستعمر الإسباني للصحراء، قبل أن تدخل الجزائر على الخط وتحور الهدف الأساسي وتوجهه لمعاداة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث واجهتهم قيادات بالبوليساريو بالسجن والاختطاف والتعذيب بعد رفضهم الانخراط في ذلك التوجه.
وشدد المتحدثون لستافان دي ميستورا، أنهم يعلمون ما تركوه خلفهم الآن من معاناة إنسانية، ويعلمون أيضا، أن مهمة المبعوث الشخصي هي عقد لقاءات مع قيادات البوليساريو، مطالبين إياه بالتدخل لضمان وصول صوت المعارضة الرافضة للحصار والقمع في مخيمات تندوف، مبرزين أن الآلاف من الشباب يرغبون في العودة للمغرب وغير راضين عن ما يعيشونه فوق التراب الجزائري.
وأكد المتحدثون، أن جبهة البوليساريو وضعت الشباب ضمن خيارات محدودة وهي السجن أو اللجوء أو المنع من دخول مخيمات تندوف، كحالة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، عندما عبر عن تأييده للحكم الذاتي لدى زيارته للمنطقة خلال فترة تنظيم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لبرنامج تبادل الزيارات، إذ أقدمت البوليساريو على إبعاده نحو موريتانيا، بالإضافة لحالة المحجوب السالك الذي يقود تيار خط الشهيد والممنوع بسبب معارضته للبوليساريو من دخول تندوف، وحالات أخرى تم تعريضها للتعذيب والسجن والاختطاف بسبب مواقفها الداعية لإنهاء معاناة ساكنة المخيمات وفضح اتجار قيادات البوليساريو في المساعدات الإنسانية.
وكشف المتحدثون للمبعوث الشخصي، عن الجانب المظلم لنزاع الصحراء وتداعياته على شباب المخيمات، حيث يفتح عدم وجود حل للنزاع نافذة التهريب والإرهاب أمام هؤلاء الشباب الذين اصطدموا بأفق مسدود في ظل الطوق الذي تفرضه عليهم جبهة البوليساريو والجزائر.
وتابع المتحدثون، أن 13 ألف شخص عادو لأرض الوطن منذ وقف إطلاق النار، وأن الآلاف موجودون في اللجوء وفي بلدان إسبانيا وموريتانيا وفرنسا وغيرها، مشيرين أن جبهة البوليساريو لا زالت تستغل أسمائهم للحصول على المساعدات الإنسانية، مشددين أنها تتاجر بمعاناتهم وهذا سبب كافي لعدم إحصاء ساكنة المخيمات.