حميد زيد – كود ///

الماركسي الحقيقي لا يفرط في الأساتذة. ولا يخاصمهم. ولا يتهمهم. ولا يقول عنهم عطاشة.

لأنه سيحتاجهم كي يصل حزب النهج إلى السلطة. و كي يستولي على الحكم. ويغير هذا النظام الرجعي.

طبعا الماركسي يحتاج إلى العامل.

وإلى الفلاح بدرجة أكبر.

لكن الأستاذ ضروري لأي ثورة. ومن الحمق معاداته. وجعله يختار صف العدو.

فرجل التعليم هو الطليعة.

وهو حامل المشعل.

وهو الذي يضيء الدرب للبروليتاريا.

وقد تهور الرفيق عزيز غالي بموقفه من الأستاذ. ومن مشاركته من الإحصاء. ومن حصوله على 250 درهم كل يوم.

فما هو الأخطر.

وهل أن يتعطل الزمن المدرسي لمدة شهر.

أم تتعطل الثورة إلى الأبد. ونبقى خاضعين إلى نظام رجعي. نكتفي بانتقاده. وفي توفير فرجة ممتعة له. في برنامج المهداوي.

والكل يربح.

والدولة تربح. والصحافي يربح. بينما الشعب متضرر من غياب حركة تقدمية ماركسية لينينية تقلب المغرب رأسا على عقب.

ولو حسبها الرفيق عزيز غالي جيدا لما تسرع بموقفه.

فأسابيع قليلة من شهر سبتمر هي لا شيء إذا ما قارنها بدور الأساتذة في دعم النهج للسيطرة على الحكم.

وتغيير النظام التعليمي برمته.

كي لا يظل طبقيا.

وحينها يمكن استدراك كل الوقت الضائع للتلميذ.

إلا أنه يبدو أن الماركسي اللينيني المغرب ضيع في الصيف الأستاذ.

بعد أن كان في صفه. وفي نقابته. وفي نخبته. وكان يعول عليه في الشارع. وفي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

وفي وقت اختفت فيه الطبقة العاملة.

ولم تعد هناك بروليتاريا. ولا معامل. ولا مصانع.

وفي وقت تركزت فيه كل بروليتاريا العالم تقريبا. وكل الاستغلال الطبقي. وكل المصانع. وكل العمال. ويا للمفارقة. في دولة الصين الشعبية. التي يحكمها حزب شيوعي.

في وقت حرج مثل هذا يضحي غالي بالأستاذ. المستعد أكثر من غيره لرفض الوضع القائم.

والسعي إلى تغييره.

والمستعد أكثر من غيره ليكون جذريا. ولا يقبل بأنصاف الحلول.

إذ لا تكفي الجماعة لوحدها.

لأن الأستاذ حاسم في أي فوز. وأي زحف. وأي ثورة. وليس من الذكاء الثوري معاداته.

ولا الاستهانة بحجمه.

وبعد أن عانى اليسار الراديكالي كثيرا من غياب الكادحين. وبعد أن أنقذه خطاب حقوق الإنسان (الليبرالي والبرجوازي) من العطالة. ومن الانقراض.

وبخفة.

وبتهور غير محسوب.

يحرق عزيز غالي ورقة رجال التعليم. ويدفعهم إلى تغيير اتجاه البوصلة. وتغليب مصلحة هذه الطبقة المتعلمة.

التي لن تتردد بعد اليوم في مراجعة قناعاتها ويقينياتها السابقة.

من الدولة.

ومن المندوبية السامية للتخطيط.

ومن الشعارات.

بعد أن تأكدت بما لا يدع مجالا للشك من هو عدوها الحقيقي. ومن يستكثر عليها مبلغا بسيطا. بداعي الغيرة على التلاميذ.

وبأن مكان الأستاذ هو حجرة الدرس.

وليس إحصاء المغاربة.

والحال أن أي قطاع مهني سوف يترك مكان عمله

في حالة مشاركته في عمليه الإحصاء

وليس الأستاذ لوحده.

والأخطر. والذي لم ينتبه إليه الرفيق عزيز غالي. لا هو. ولا من يعارضه. ويحتج عليه.

هو الآلة-الروبو التي تهدد الأستاذ. والعاطل. والممرض. و الصحافي. وكل المهن.

وتهدد الماركسي المناضل في حزب النهج الديمقراطي

وتهدد التغيير

وتهدد الكادحين

وتهدد الطبقة العاملة

وتهدد العمل

وتهدد فكرة التعويض

وفكرة الصراع

والتي بمجرد أن تصنع الدولة آلتها.

فإنها ستتخلى عنا جميعا.

ولن تعود في حاجة إلى أحد

ولن تعود مضطرة إلى تعويض أي مغربي ومنحه 250 درهم

وبضغطة زر ستقوم بإحصائنا جميعا

ولن يجد الرفيق غالي آنئذ من ينتقد

ولا من يهاجم

ولا من ينعتهم بالعطاشة

ولن يجد عمالا ولا فلاحين ولا طليعة ولا نخبة

ولن يجد إلا الروبوهات. أذناب السلطة الجديدة. التي تعمل ليل نهار دون أن تشتكي في خدمة النظام الرجعي المخزني.

دون أن تجأر بالشكوى.

ودون أن تهتم بما يقوله عزيز غالي.

ودون أن تتلقى أي مقابل أو تعويض.