عمر اوشن- كود
—
الصيف هو الصيف..
لكنه تغير..أصابه مسخ كافكاوي..
شهر الحر و الصهد و العرق و الزحام و الضجر و حفلات أعراس بليدة بلا معنى تثير الحراك في آخر الفجر و لا تتدخل الدولة ..
الصيف هو الصيف ..شهر مفترى عليه ..شهر الحروب و الأزمات.شهر الهجرة و الهروب و المنفى و العزلة.
لم يعد الصيف صيفا كما كان في زمن مضى..
على الأقل هذا شعوري النوستالجي الآن و قد شرعت أهرم و يشتعل راسي شيبا
لا بطيخ ثلاثاء ريصانة هو بطيخ ثلثاء ريصانة.
و لا المشمش و لا الدلاح و لا التين و العنب و الخبز.
و أين هو طعم السمك و رائحته الطرية.؟
أين هي رائحة أعشاب البحر في المريصات و سيدي قنقوش و القصر الصغير و الدالية.؟
أين إختفت أشجار المدينة ؟ و أين ذهب الصعاليك رواة سير المدينة ؟
أين هي بساتينها و عصافيرها و حمادشة و عيساوة و كناوة .؟
كل شيء تغير نحو نمطية بلا ذوق و لا نكهة. و أسمنت ناطحات خراء يقتل ما تبقى في الروح.
الدلاح شينوا و البطيخ شينوا و البحر طبعة مزورة.
و لا موسم أصيلة الثقافي و الحب و القبل .. كلها بضاعة صينية لا تثير الشهية و الفضول.
ما الذي جرى؟ كل هذه المياه جرت تحت الجسر..؟
البحر ليس بحرا.البحر حمام بلا ماء..
و الجبل زوقته بقايا أزبال قناني سيدي حرازم و رايبي جميلة و حفاظات دلع التي طالبتنا جمعية مناهضة التطبيع بمقاطعتها لأنها بضاعة يهود لم تذكر في القرآن.
طنجة ليست هي طنجة طبعا..و النبيذ فقد مذاقه و سحره.
البيرة كأنك تشرب سيدي علي كما قال الروبيو في رواية عن عبد الكريم واكريم..
لا مراكش مراكش .. و لا أفاعي جامع الفنا أفاع ..و لا غيطتها و طبلها و مزاميرها و حريرتها و قضبانها و روائحها.
كل شيء تغير نحو نمط عيش شينوا فيه رائحة البلاستيك و المواد الحافظة.
شارع محمد الخامس في الرباط لم يعد نفس الشارع الانيق.و الساحة الخضراء التي تركها الاستعمار الغاشم خربها سراق الزيت الوطني المحلي.
و ها هو التريبورتير محبوب الجماهير و الكدح و طليعة الشماكريا قد صار سيد الفضاءات يسابق الريح مع ملك الموت عزرائيل و ينتصر عليه..
من باب البلدية و المستشفى
و الكوميساريا إلى باب السوق و باب البحر ..التريبورتير ماركة من ماركات صيف ما بعد الحداثة..
كل شيء فقد المعنى و كل شيء فقد المذاق و اللذة..
اللهم ادخل علينا شتنبر باقل الخسائر.
الصيف كذبة كبيرة أخرى.
لقد أنتهى الصيف مع أيام بوب مارلي و عبد الحليم حافظ و البحر الجميل النظيف و هيبيون يبحثون عن السلام و الحب وحشيش المغرب في أرض الله الواسعة.
الآن أنا أكرر الزمن في رتابة و ضجر..