حميد زيد – كود//
لا يمر أسبوع دون أن يضرب صحافي. أو يتم إتلاف آلة تصويره.أو يجر من ياقته. أو يطرد. أو يشدخ رأسه.
وقد صار هذا المنظر مألوفا.
ومن لم يضرب اليوم فغدا. وما على كل واحد منا إلا أن ينتظر دوره.
فقبل أيام تعرض مصور كود. الزميل حسني دكالي. لاعتداء من طرف مهندس معماري. أثناء تغطيته لمؤتمر يخص هيئة الممارسين لهذه المهنة.
و بعدها تعرض صحافي في موقع العمق لاعتداء مماثل أثناء تغطيته لمؤتمر حزب الاستقلال.
كما تابعنا جميعا خبر اعتداء إجرامي بقنينة تعرض له رئيس تحرير موقع زنقة 20. أمام محطة تاكسي بمدينة الرباط.
حتى أننا تعودنا على مثل هذه الأخبار.
وبعد أن كان الصحافي ينقل الأخبار صار هو الخبر.
وقد ينجو الصحافي المغربي المتواجد في بؤر التوتر.
لكن احتمال أن يقع ضحية وهو يغطي مؤتمراً لحزب الاستقلال. أو اجتماعا لهيئة المهندسين المعماريين. كبير جدا.
ويتطلب حيطة وحذرا. واستعمال الخوذة.
وقد يعود الصحافي إلى أسرته وجريدته وهو في جبهة الحرب. بينما ليس مضمونا أن يعود. من تغطيته لمؤتمر حزبي مغربي.
ورغم الدعم الذي نتلقاه من الدولة التي تمنحنا رواتبنا مشكورة.
ورغم الزيادة على دفعتين.
فلا شيء من هذا يشفع لنا. وفي أي لحظة قد يتعرض الواحد منا للضرب. وللاعتداء.
وإذا تكرر الأمر. و زادت وتيرة الاعتداءات. فإن الأمر سيتحول إلى ظاهرة.
وسيصبح تعريف الصحافي المغربي أنه هو ذلك الكائن المضروب.
الذي يحمل ميكرو و آلة تصوير.
ومن هب ودب يمتلك الحق في الاعتداء عليه.
وربما لهذا السبب صارت الدولة في الآونة الأخيرة حريصة على العناية بنا.
وعلى دعمنا.
وعلى تخصيص ميزانية لنا من المال العام.
لأنها مؤهلة أكثر من غيرها لتعرف مدى هشاشتنا.
و لأننا أصبحنا في وضع مثير للشفقة.
فالورق الذي كنا نكتب فيه قد اختفى. و لم يعد أحد مستعدا لأن يقرأ.
ولم يعد الصحافي في حاجة إلى أن يكتب.
ولم يعد أحد يقدر أن يميز بين الصحافي. والمؤثر. واليوتوبر.
ولذلك تجرأ علينا الجميع.
ومن الاعتداء والضرب الذي نتعرض له.
ومن ردة الفعل.
أصبحوا يميزون بين المؤثر والمدون والصحافي بيننا.
ومن له بطاقة ومن لا يتوفر عليها.
حتى أن السلطة. وأمام هذا الوضع. لم تعد مضطرة للتضييق علينا. والحد من حريتنا.
ولا للزج بنا في السجون.
وأي ضرب. وأي قمع. وأي شدخ. فهناك جهات أخرى. من قطاعات مختلفة. ومهن حرة. تتكفل به.
كي ينحصر دور السلطة في الطبطبة علينا
وفي منحنا رواتبنا آخر الشهر. دون التمييز بين المضروبين منا. والذين لم يضربوا بعد.
يقينا منها أننا جميعا مهنيون.
ونؤدي نفس الدور. ونعيش نفس الوضع.
ونستحق كل الدعم.