بعد أن نجحت وساطته في إيجاد تسوية لملف المعتقلين السياسيين في ملف «خلية بليرج» والإفراج المؤقت عن علي سالم التامك ورفاقه الثلاثة وكذا عدد من معتقلي السلفية الجهادية، حان موعد كوميسارية درب مولاي االشريف التي تحولت الى مركز المساعدة الطبية والنفسية والترويض الطبي، يستفيد من خدماته ضحايا المعتقل السري الرهيب درب مولاي الشريف وعائلاتهم وأيضا ساكنة الحي المحمدي العريق التي اكتوت بدورها بنار سنوات الجمر والرصاص.
كان محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان حاضرا بعين المكان صبيحة أمس السبت، عاين الكوميسارية التي لقي فيها رفاق ورفيقات فاطنة البيه وزهرة أزغار وأسماء الوديع وغيرهن شتى ألوان التنكيل والترهيب ، كل ذلك بسبب نضالهن من أجل وطن حر وديمقراطي. صور كثير ممن قضين فترات متفاوتة داخل المعتقلات السرية المغربية زينت بها جدران المركز أمثال سعيدة المنبهي وماريا الزويني ومي فاما وغيرهن.
المركز الذي افتتح أمس في موقع له دلالة رمزية وهو دائرة أمنية بشارع علي يعتة، يندرج في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي الهادف إلى رد الاعتبار للمناطق المتضررة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال سنوات الرصاص، ويهدف الى تحقيق الحكامة المحلية عبر دعم وتقوية قدرات الفاعلين المحليين. وهو البرنامج ،الذي يهم مجموعة من المناطق تندرج ضمن أقاليم فجيج، الراشدية، ورززات، زاكورة، طانطان، أزيلال ،الخميسات، الحي المحمدي عين السبع، الحسيمة، الناظور وخنيفرة عن طريق دعم قدرات الفاعلين المحليين، الحفظ الإيجابي للذاكرة،تحسين شروط عيش السكان (تحسين الخدمات , فك العزلة , تطوير مداخيل بديلة، حماية البيئة) والنهوض بأوضاع النساء والأطفال.
و قال الصبار في كلمة له أمام عدد من الضحايا تحت خيمة نصبت بالزقاق المجاور للمركز، إنه «رصد لهذا المشروع مبلغ 3 ملايين و817 ألف درهم بتمويل من الاتحاد الأوروبي و ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير ومصالح عمالة الحي المحمدي عين السبع، دائرة الحي المحمدي والتعاون الوطني حيث مكنوا الجمعية من الاستفادة من المقر القديم للدائرة الأمنية وتم اتخاذه مركزا للرعاية الطبية. وطالب عبد الكريم المانوزي رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف، ب «انجاز مشاريع أخرى لأن هذه المبادرة ستظل رمزية مالم تنجز مشاريع لجبر الضرر في جميع المناطق».
ويهدف المركز الطبي بالأساس في تنمية أنشطة تهدف إلى تأهيل وتمكين ضحايا العنف من الاستفادة من الرعاية في مجال المساعدة الطبية والصحة النفسية والترويض الطبي. وتستهدف خدمات المركز المعاقين عقليا وجسديا وضحايا العنف بجميع أشكاله (التعذيب، العنف الأسري، الاعتداء…) من ساكنة الحي المحمدي، وتشمل أنشطة المركز الترويض الطبي والعلاج الوظيفي بشكل مداوم خمسة أيام في الأسبوع، تكوين فرق طبية ومساعدين اجتماعيين بغية مواكبة وتتبع الأشخاص المتضررين، تنظيم دورات تكوينية حول احتياجات ضحايا العنف فضلا عن إطلاق حملات توعية لإدماج أفضل لهذه الفئة.