كود : يونس أفطيط///

الشعب ليس سوى حلبة صراع بين الكبار، وكلما إنخرط في قضية ومال إلى جهة، تحاول الجهة الاخرى تعديل الكفة، وتنجح، ونعتقد أننا إنتصرنا، لنتخيل لبرهة أن الامر مباراة كرة قدم بين الكبار، أين سيكون الشعب في نظركم بينهم، إنه كرة، مجرد كرة، وتنطلق صفارة الحكم.

بنكيران يسدد الكرة نحو الداخلية، دفاع الداخلية والمالية يصد الكرة بفاعلية كبيرة ويلقي بها إلى التماس وتصيب عمدة الرباط، عمدة الرباط مطالب بإجراء تحاليل لمعرفة مدى سوء الاصابة، دكة الاحتياط تمسك بالكرة وتعيدها إلى إلى الملعب مباشرة وتمر بجانب كل من الجناحين مزار والهمة، والكرة ـ الشعب ـ تصل لرجل إلياس العماري، العماري يطالب بإلباس الكرة الجينز والنظارات، بنكيران يطالب بإسترداد الكرة، لكن العماري حاول تمريرها لوالي الرباط فأصابته بشكل خطير لا زالت تداعياته مستمرة.

نقل والي الرباط إلى خط التماس والكرة لا تزال في الملعب، وعلى بعد دقائق من نهاية المقابلة ـ عمر الحكومة ـ الجميع يركض نحو الكرة ـ الشعب ـ ليحوزها لنفسه، لشكر يخوض ريجيم صعب ليستطيع الركض رغم أن أمتار طريق زعير طويلة، ويلزمه النفس الطويل والحبيب المالكي يحثه على الصبر والمثابرة من أجل اللحاق بالكرة، شباط يتقهقر، ويطالب بتغيير إعتماده من فرق المعارضة إلى فريق الاغلبية لأنه تعب من دكة الاحتياط، الحكم يشاهد الكرة ويغضب، الامن يضبط الانفاس.

الكرة لا تزال وحيدة في وسط الملعب وتائهة، لكن الضربة قادمة لا محالة، من سيقذف الكرة ساعة إنتهاء الوقت الاصلي للمقابلة؟، لا يهم من سيقذفها المهم أن الكرة راضية تمام الرضى باللعبة وتحسب نفسها أنها هي التي تسجل الهدف، لكنها مجرد وسيلة فقط، وسيلة بين أرجل اللاعبين الكبار.