عمر أوشن – كود//

لقد صدمنا الشعار الذي خرج  في هتافات التلاميذ التي هزت العاصمة..

الصدمة كانت قوية لدرجة أن كثيرا ممن سمعوه في الشريط قالوا تخفيفا للهزة: أنه ميكساج..

إنهم  لم ينطقوا بها..

إن التلاميذ لم يزعزعوا عقيدتنا في الكلام المزوق  والكلام الخشبي والكلام المطروز المنمق والكلام الذي يقول كل شيء و لا يقول شيئا..

هذا جيل آخر دائما نقولها للذين يعيشون خارج تاريخ ونبض وواقع البلد..

من عاش معنا هنا و الآن وخرج للأسواق ثم نزل وسط الاحياء المهمشة و دخل ميادين كرة القدم وسمع الهتافات ..من كان قريبا لنا لن يصدمه الشعار.

عنصر المفاجأة يحصل بالنسبة للغرباء عن الذات..

نبيل لحلو الذي يسميه بإسمه فوق خشبة مسرح محمد الخامس قال للتلاميذ لماذا تسبوه..

لماذا تسبون” هذاك ” ديال أم رئيس الوزراء..

إنكم تشتمون مصدر وجودكم و “أصل العالم” كما هو عنوان اللوحة المعروضة في باريس لرسام عالمي كبير مات مشردا يشرب الجانكا..

أصل العالم هو “هذاك ” الذي سمته مسرحية نعيمة زيطان : ديالي ..

وهو” الجهاز التناسلي” صونا للحشمة المفترى عليها الذي تفنن في سرد ألقابه وأسماءه الروض العاطر في نزهة الخاطر.

ثم لماذا نقبل قولها بلغات أخرى و تزعزعنا سماعه باللغة العربية..

لماذا الصدمة؟؟

أين كنا قبل أن يهتف به التلاميذ الزغب ضحايا سياسات التفقير والنهب و حكومات فاشلة تتوالىعلينا لتسمين سلالتها الحزبية والعائلية وتطحن الباقي..

أين كنا لما أعلن رسميا دخول التعليم الى قسم الانعاش؟؟

أين كنا لم ننتبه لما قدمت أرقام مهولة عن الأمية وعن الهدر المدرسي و مقررات  مطولة  صنعها أغبياء كأنهم ينتقمون من التلاميذ ..

الشعارهزنا هزا..وأفزعنا فزعا..وأسكتنا سكتة . وقد ألقم حجرا لكثير من المحللين والمنظرين الذين ينظرون من الكنانيش  و لا ينزلون إلى لمس القلب الذي ينبض والعقل الذي يغضب وسيكولوجية الشباب التي ليست على مايرام على الإطلاق..

أنهم 5 ملايين..

إنه  شعب داخل الدولة يجد نفسه اليوم  بلا أفق ولا طموح و لا أمال و لا إنتظارات و لا إيديولوجية يمارس بها العادة السرية و لا زعماء يحركون فيه ما تبقى من الروح..

شباب شاخ وهرم وأعتزل الحياة  قبل الآوان ومستعد لقول هذا الشعار وغيره..

في كثير من الحالات أجد الفنانين و الكتاب و السينمائيين و المسرحيين أقرب للجماهير من الساسة الزعماء المخشبين ..

هذا جيل آخر..الله يرحم الوالدين..أنصتوا لهم و لهن رحمكم الله بلا إدانة مسبقة..

هذا جيل جديد بكل المعاني..رافض ..كسول..متمرد ..ذكي. عبقري . حالم . متسرع .غاضب . غير مبال . مستهلك ينام النهار و يستيقظ الليل مع ساعات كوريا..

جيل بلا رموز تقوده سواء من اليسار أو اليمين أو الإخوان المسلمين..

لن يفاجئ الشعار من شاهد سينما نور الدين لخماري وهشام العسري..أفلام مثل “كازا نيكرا” و “زيرو” و “شعب المكنة ” تسمع فيها هذه الكلمات ” البذيئة” الخادشة للحياء العام..لكنها موجودة وبنفاق نكذب على أنفسنا و نضع القطن عي آذاننا .

الذين لا يقتربون من الشباب و لا يعرفون تفكيرهم وأذواقهم ودياناتهم و لغاتهم الجديدة المفضلة الكورية واليابانية و أصناف موسيقاهم ..هم من وجد نفسه مصدوما أمام الشعار التاريخي..

خرجة التلاميذ للإحتجاج على  ساعة الفتنة  محتاجة لنفس فكري ثقافي يشرح لنا ما الذي حدث في المغرب؟؟ و إلى أين نسير؟؟

أما كلام قلة لحيا فنسمعه كثيرا في قالب من حرير ناعم و نسمعه  أيضا في تلفزيونات العالم حينما يصيح ممثل : فاك يو…أو نجده على صفحات الفايسبوك  وعلى الصحف وهي تنقل محتجين على أوباما أو ترامب أو أردوغان أو نتنيايهو رافعين لافتة كتب عليها : فاك يو.

هناك مغرب ما قبل الشعار ومغرب ما بعده..؟

فقهونا العووولما رجاء ننتظر.