كود الرباط//

كشف رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، اليوم الأربعاء بالرباط، عن نتائج مقاربة تشخيصية لواقع حال شباب “NEET” الذي يبلغ عددهم حوالي 1.5 مليون شابة وشاب مغربي ما بين 15 و24 سنة، لا ينتمون إلى فئة التلاميذ أو الطلبة أو المتدربين في التكوين المهني، ويوجدون في وضعية بطالة أو خارج الساكنة النشيطة (أي لا يبحثون عن الشغل لسبب من الأسباب).

وأفاد الشامي، خلال تقديم خلاصات رأي المجلس الاقتصادي بعنوان “شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة ولا يتابعون أي تكوين: أي آفاق للإدماج الاقتصادي والاجتماعي”، أن المجلس، بعد تشخيصِهِ لواقعِ حال شباب NEET ، خلص إلى أن الشبابَ من هذه الفئة العُمرية قد يَتَعرَّضُون في مسارهم الحياتي لثلاثة انقِطاعات حاسِمَة (3 rupture décisives):

1-    يتعلق الانقطاع الأول بالهدر المدرسي ما بين مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي والتعليم الثانوي التأهيلي، وذلك لأسباب متعددة من أهمها الرسوب المدرسي والصعوبات المرتبطة بالوصول إلى المؤسسات التعليمية، لاسيما في الوسط القروي، فضلا عن نقصٍ في عروض التكوين المهني لا سيما في العالم القروي. وهناك حَوَاجِزْ سوسيو-اقتصادية أخرى تُساهم في حِدَّةِ هذا الوضع ( مِنْها الإكراهات الاجتماعية والثقافية والعائلية، وتزويج الطفلات، وتشغيل الأطفال، ووضعية الإعاقة، وغيرُها).

2-  يتعلق الانقطاع الثاني بالانتقال من الحياة الدراسية إلى سوق الشغل، حيث يصطدم الباحثون عن أول فرصة شغل، أي 6 من كل 10 (عَشْرِ) شبابٍ عاطلين، بالعديد من الإكراهات في مُقدِّمتِها عَدَمُ ملاءمةِ التكوين مع متطلبات سوق الشغل، والفعالية المحدودة لخدمات الوساطة في مجال التشغيل.

أما بالنسبة للنساء التي تشكل حوالي 73 % من شبابNEET ، فهناك عواملُ أخرى مثل التمييز بين الجنسين في بعض الأحيان، وضَغْط الأعباء المنزلية.

ـ 3 ويتعلق الانقطاع الثالث في مسار الشباب بالفترة التي يَتطلَّبُها الانتقالُ من وظيفة إلى أخرى. وهذا الانقطاع يكونُ  إما نتيجةَ فقدانِ الشغل بسبب تقلبات الظرفية وهشاشة النسيج المقاولاتي، أو نتيجةَ التَّخَلّي الاختياري لعدمِ احترام شروط الشغل اللائق، أو تدني مستويات الأجور بالمقارنة مع الديبلومات والكفاءات.