حميد زيد ـ كود//
نعم.
نعم.
نستنتج من هذا النقاش الذي خلفته المدونة أن الزوج المغربي ذئب لزوجته.
والعكس قد يكون صحيحا أيضا.
ومعذرة لتوماس هوبز.
فلا أحد يثق في الآخر.
ولا أحد يثق في عتيقة بالأخص.
عتيق المغربي لا يثق في عتيقة المغربية.
وقد تأكد لنا ذلك بالدليل.
وبهذه الصراحة التي يعبر بها الزوج المغربي.
وبكل هذا الاحتجاج من طرفه.
وما يبدو حبا في البداية بين الزوج وزوجته المغربية.
هو خطة للتخلص من العدو.
ومن “بعلي” و من “حرمي المصون”.
وما الأسرة.
وما البيت.
وما عشرة العمر.
إلا كمائن موضوعة كي لا يفطن العدو لنيتك المبيتة.
وكي تنقض عليه في الوقت المناسب.
وبلا رتوش.
ولا تنميق كلام.
فهناك الرغبة في ممارسة الجنس في الزواج المغربي.
ثم تليها الرغبة في الغدر.
وكل طرف يريد أن يستولي على ما يملك الطرف الآخر.
وحتى من لا يملك شيئا فهو حذر من زوجته.
ويخاف أن تنتزع منه بيته.
وماله.
ولذلك فهو لا يريد أن يموت ويترك أي شيء لهذه التي تبدو حبيبة قلبه.
وأم أولاده.
هذه التي ينام معها في سرير واحد.
وتدخل فيه ويدخل فيها.
هذه التي يقبلها.
ويمسد شعرها.
ويداعبها.
ويفعل ذلك.
كي لا تنتبه إلى ما يخطط له.
وما يجول في رأسه.
وقد كان المغاربة صرحاء.
ولم يخفوا نواياهم العدوانية تجاه شريكات حياتهم بمجرد أن سمعوا أن البيت لها.
ومن ليست له أم تعيش معه في البيت جاء بها.
ومن ماتت أمه أحياها.
ومن في شجار دائم مع أمه تصالح معها.
وكل هذا كي لا يموت ويترك شقته الصغيرة لتعيش فيها زوجته.
بل يرغب الزوج وبمجرد موته في تشريدها.
يريد أن يراها في الشارع.
وأن لا تستفيد من البيت.
وأن لا تنام في نفس السرير الذي كانا ينامان فيه.
يريدها أن تنسحب من حياتهما المشتركة.
لأنها لم تحترمه.
وظلت حية.
ويريد الزوج المغربي أن يسلم ماله وإرثه لأمّه.
يريد أن يصنع لزوجته زوجا كي يدعي أنه ينفق عليه.
وإذا كان من تعريف علمي للزواج المغربي.
حسب كل ردود الفعل الذي سمعناها.
فهو علاقة مبنية على الغدر بين رجل وامرأة.
وعلى حذر متبادل.
إنه حرب صامتة.
فجرتها هذه التعديلات في المدونة.
أما العمارية.
أما النكافة.
أما الحناء.
أما البسطيلة.
والدجاج المحمر.
واللحم بالبرقوق.
والتريتور.
أما الرقص.
والقاعة.
والجوق.
والديدجي.
والقعدة.
والطلبة.
وداتو وداتو وداها وداها
فللتمويه.
وبعد أن يقضي كل طرف وطره من الآخر
وبعد أن يهدهما التعب
تصبح كل قبلة
وكل لمسة
وكل تنهيدة
وكل رعشة
وكل ابتسامة
تخفي رغبة مكتومة في الطعن في الظهر
وفي من يتخلص أولا من الآخر
وتخفي عداوة دفينة
وتخفي خوفا من أن يموت الزوج
ويترك الشقة
لزوجته.
ومن العالم الآخر تسمعه يصرخ
رافضا ذلك
مستحضرا أمه التي ماتت قبله بسنوات.
كي تسكن معه
وكي لا تترك البيت لعدوته اللدود تصول وتجول فيه
بينما هو غائب ولا يستطيع أن يخرج من قبره.
ولا يستطيع أن يتراجع
ولا يشتري بيتا
كي لا تنام فيه زوجته بعد مماته.
ولا يستطيع أن يندم
ويعود عازبا
كما كان في البداية.