كود – الرباط//

دخل الباحث في العلوم الإسلامية والإنسانية، محمد الزاوي، على خط الجدل الذي أثارته تصريحات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، بخصوص التطبيع، معبرًا عن دعمه لموقف هذا الأخير، ومعتبراً أن النقاش العمومي الجاري حالياً يغلب عليه الطابع الإيديولوجي ويغيب عنه البعد الواقعي والعقلاني في التعاطي مع القضية الفلسطينية.

الزاوي كتب في تدوينة نشرها على صفحته بـ”فيسبوك”، أن الجدل حول “من مع التطبيع ومن ضده” ليس هو النقاش الذي كان يجب أن يخوضه المغاربة، بل يجب أن يتم التركيز على سؤال جوهري أعمق: “من مع القضية الفلسطينية عقلانياً وواقعياً، ومن ضدها‘‘.

وأضاف الباحث، المعروف بانتقاده للفكر السياسي الإسلامي الحديث، أن النقاش الإيديولوجي السائد لا يعكس حقيقة ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، ولا يرتبط بالتحولات الجيوسياسية الكبرى التي تؤثر على موازين القوى، مبرزاً أن بعض الأصوات المتشددة تسعى إلى مصادرة حق باقي المغاربة في التعبير عن مواقف عقلانية تجاه القضية الفلسطينية.

كما أشار إلى أن أقلية صوتية، تنطلق من خلفيات إيديولوجية، نصبت نفسها ناطقة باسم الشعب المغربي والفلسطيني، وأطلقت أحكاماً واتهامات في حق عدد من المثقفين والمناضلين فقط لأنهم لا يتبنون نفس التصورات، مما خلق حالة من الصمت والخوف لدى فئات واسعة من النخبة.

الزاوي دعا في المقابل إلى ضرورة خروج “الأغلبية الصامتة” عن صمتها، وإعادة التوازن للنقاش العمومي، بما يضمن الدفاع عن القضية الفلسطينية بعيداً عن الشعارات والتصنيفات الجاهزة، وبما يحافظ على الوعي المغربي كـ”رأسمال استراتيجي”، يجب تطويره لمواجهة التحديات الفكرية والمرحلة الدولية المقبلة بوعي متقدم.