عمر أوشن كود ///

الكفن لا يصنع ثورة ..

الاكفان تصنع القبور و الموت و الحزن.

التغيير و الحرية و العدالة و الكرامة يصنعها التمسك بالحياة و بالحب و بالوجود..

الاكفان ثقافة موت ..من الذي أبدع فكرة الاكفان في بيا سان خورخي.؟

الفكرة من أساسها تحمل روحا إنتحارية .

الكاميكاز جربوها في اليابان..

و الهاراكيري جربوها..

و الدواعش في الشرق العربي المريض جربوها..

كيف يسمح رفاق لنا بالخروج للشارع بالاكفان؟

هل وصل بنا السيل الى هذا الحد في مديح الموت.؟

الحسيمة قدمت درسا للمغرب و للعالم كله في الإحتجاج و الحراك و المسيرات النضالية ذات المستوى الرفيع في التنظيم .؟

فكيف بها اليوم تخرج من منطق الحياة و التمسك بالحق في الحياة الذي هو أولى الحقوق الى التلويح بالموت.؟

الكفن لا يصنع الإنسان..

الكفن لا يصنع المكان أيضا..

الكفن لا يصنع الفرحة و لا يصنع البديل .

الكفن لا يصنع الفرح الذي يبحث عنه شباب و شابات الريف..

الريف منطقة حزينة بسبب فواجع التاريخ و القمع و الحرب و الإستبداد..

الريف منطقة حزينة في قصائدها الشعرية الأمازيغية و في أغانيها و موسيقاها و حكايات عام القهر و عام الطيارة و العسكر و عام الجوع.

يكفي هذا الحزن الذي ضرب الريف طيلة عقود من النسيان لماذا نبحث عن الكفن اليوم بعد أن فتحنا نوافذ على إمكانيات الحياة و التغيير نحو الحرية و الكرامة و الإنصاف..؟

الكفن للموتى و نحن أحياء..

الكفن للموتى و نحن ما زلنا نحلم بالحياة و بالفرح و الحب..

لا أجد أي رمزية و دلالة في الخروج بالكفن في الشارع غير الاحتفال بالموت ومديح الموت..

أحبك ” ربضا ” قرية الوالدة في شاطئ تمسمان..

أحب قصص” ضهر اوبران ” بصوت وليد ميمون و بكل الاصوات و كما تشرحها لي أمي..

ملاحم الريف لا تصنعها الأكفان..

مديح الموت ..أعترف أنني أنفر منك.

الحياة جميلة بالحب و الكرامة و العدالة و الحرية و بدون كفن.