أربع مواجهات كلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة تثير وتفرق بين عشاق الكرة المستديرة، وذلك في أقل من ثلاثة أسابيع .
وحسب ذاكرة المشجعين فإن سيناريو مثل هذا لم يحدث منذ 1916، ففضلا عن احتكارهما لبطولة النخبة الإسبانية، "لاليغا"، يلعب الناديان هذا الموسم الأدوار الطليعية في المسابقة الأوربية الأكثر جاذبية، والنتيجة: مواجهة في البطولة بتاريخ 16 أبريل انتهت بالتعادل الإيجابي، ثم مواجهة قوية ثانية أربعة أيام بعد ذلك، تتعلق هذه المرة بنهاية كأس الملك وفاز فيها ريال مدريد، وذهاب نصف نهاية عصبة الأبطال في مدريد الأربعاء 27 أبريل ، ومقابلة إياب في الثالث من ماي بكطلانيا.
وبالنظر إلى نتائج حجم المشاهدة في المقابلتين الأوليين في هذا الكلاسيكو الكبير، فإن هذه الرواية الطويلة لن تبعث على الملل.
ففي يوم السبت 16 أبريل شاهد أكثر من 11 مليون إسباني المواجهة بين الريال والبارصا التي تم بثها بالواضح في قناة " لا سيكستا"، ويعلق خافيير غوميز، مقدم نشرة الرياضة في هذه القناة الخاصة"إنه البرنامج الذي لقي نسبة أكبر من المشاهدة في كل تاريخ القناة".
وفي الأسبوع الموالي سجلت نهاية الكأس التي نقلتها القناة الإسبانية الرسمية 73 في المائة من نسبة المشاهدة ، ما جعل منها البرنامج الخامس الأكثر مشاهدة منذ انطلاق الاشتغال بقياس نسب المشاهدة.
من جهته قام الصحفي والمعلق الرياضي في كنال بلوس الإسبانية بذكر خمسة برامج التي حطمت أكبر نسبة مشاهدة في إسبانيا وهي بالترتيب نهاية كأس العالم 2010 وربع نهاية كأس أوربا للأمم ضد إيطاليا ونهاية نفس البطولة ثم مسابقة الأوروفيزيون ونهاية كأس الملك، حيث يمكنكم اكتشاف الدخيل في هذه اللائحة.
ويهنىء خوصي لويس أستيازاران رئيس البطولة الاحترافية الإسبانية نفسه بالقول" إن حوالي 140 دولة قامت بالنقل المباشر لنهاية كأس الملك"، وفي فرنسا أقنعت كنال بلوس 700 ألف منخرط بتفضيل المواجهة الإسبانية القوية على نهاية كأس فرنسا المنقولة في قناة منافسة، وتعترف كنال بلوس أن مباراة"الريال والبارصا هي المقابلة الوحيدة التي تتفوق على مواجهات البطولة الفرنسية".
وحسب دراسة يؤكد خوصي لويس أستيازاران على وجودها فإن الرواية المشوقة للريال والبارصا والمعروضة في أربع حلقات يمكنها أن تبلغ نسبة مشاهدة تقدر بـ400 مليون مشاهد في المجموع، حيث يشكل نجوم من الطراز الأول والتشويق والمال الكثير مقومات ضرورية لأي إنتاج سينمائي ضخم كما أنها تبني أساس نجاحات الكلاسيكو.
يضم الكطلانيون في صفوفهم الأرجنتيني ليونيل ميسي(23سنة)، الفائز بالكرة الذهبية 2009 و 2010 (10 ملايين أورو كراتب سنوي وضعفه الذي يحصل عليه من عائدات الإشهار)، أما ريال مدريد فنجم النجوم يدعى كريستيانو رونالدو ، 26 سنة، حائز على الكرة الذهبية عام 2008كما أنه يعتبر اللاعب الثاني في العالم من حيث الراتب (13 مليون راتب سنوي و14 مليون عبارة عن عقود مختلفة".
منافسة بقدر ما هي فعالة بقدر ما أن كل واحد من المهاجمين يرسم صورة مناقضة كليا للآخر، فميسي يلعب دور الشخص الأنيق والمتواضع(70،1 متر)، أما رونالدو فيجسد دور الشاب الوسيم الذي يتوفر على أسلوب خاص به وعلى أنا متضخمة، وبخصوص التشويق فإن السيناريو مثالي في هذه النقطة أيضا ، لأنه ولأول مرة منذ مواسم عديدة لم يتمكن أي واحد من الناديين من القضاء على الآخر، فمقابلة 16 أبريل انتهت بالتعادل ونتيجة نهاية كأس الملك لم تحسم إلا في نهاية الأشواط الإضافية.
وكما أن الناديين يعانيان من ديون كثيرة متراكمة، فإن القاطرتين اللتين تقودان البطولة الإسبانية هما أيضا الفريقان الأكثر غنى في العالم، إذ استنتج تقرير دولويت أنه " ستسمر معركة القمة الاقتصادية في السنوات المقبلة بين الوزنين الثقيلين في إسبانيا" ووضع ريال مدريد في المرتبة الأولى في تصنيفه(439 مليون أورو من العائدات الخاصة بموسم 2009 -2010)، في ما جاء غريمه برشلونة في المرتبة الثانية (398 مليون أورو).
ومع أرباح تجارية من هذا المستوى تضاف إليها حقوق النقل السمعي البصري يصبح كل مشروع مرتبط بالفريقين ممكنا.
في هذا البلد المجنون بالكرة تشاهد المباريات في أمكنة أخرى أيضا، فمنذ سنة ونصف تنقل عدة قاعات سينمائية على شاشاتها الكبيرة في مدريد وبرشلونة وبدقة عالية وكل نهاية أسبوع المباريات المهمة في البطولة .
إن دينامية الكلاسيكو تظهر أيضا في المسلسل اليومي الذي ترويه وسائل الإعلام ، بدءا من فك شفرة خطة مورينيو مدرب المرينغي ووصولا إلى الأخبار غير المهمة مثل ذلك الخبر المتعلق بكأس الملك التي تكسرت إلى قطع بعد أن سقطت من الحافلة…يؤكد خافيير غوميز أنه و "منذ اللحظة التي نتجنب فيها الحديث عن الريال أو البارصا تتراجع نسبة المشاهدة، حيث يجب تغذية المسلسل بشكل دائم".
ورغم ذلك فإن البطولة الإسبانية تصدر إلى الخارج بشكل أقل مقارنة بالبطولة الإنجليزية"، حيث يسجل مقدم البرنامج في قناة "لا سيكستا " أن "إسبانيا لم تفهم بعد أن كرتها لها قوة أكبر في الخارج مما هو عليه الأمر داخل حدودها".
تتمنى أندية "لاليغا" اليوم أن تتحرر من قانون 1997 والذي يفرض باسم"المصلحة العامة" مباراة بالمجان في كل دورة من البطولة ، مما يحد من بيع حقوق النقل في الأسواق الخارجية.