حميد زيد ـ كود//
في كل يوم يرتدي مصطفى الرميد لعبد الإله بنكيران جلابة جديدة.
وفي كل حلقة مع موقع آشكاين يخصص له واحدة.
ويوم أمس.
وفي الحلقة رقم 26 بالضبط. لبس الرميد لبنكيران البنفسجي.
وقبل ذلك الأسود الموشى.
والغامق.
والشفاف.
والبني.
والحريري.
والسوسدي.
والصوفي.
والبزيوية الحرة.
وذات الخطوط.
وجلابة الحبة الوزانية.
والمليفة.
والسلهام.
وفي كل مرة يعتمر له طربوشا مختلفا عن سابقه.
كما خصص له ديكورا من الأرابيسك.
تزينه مزهرية منمنمة.
وخلفية عبارة عن صورة كبيرة للحج.
وفسيفساء مغربية على الجدار.
ومع كل جلابة.
ومع كل لوك جديد.
ينوع مصطفى الرميد في تقديم شهادته للتاريخ عن بنكيران.
معتبرا كل المجالس أمانات.
إلا ذلك المجلس الذي يكون فيه مع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
مطلقا العنان لنفسه.
غير متحفظ.
مستعدا لإفشاء كل الأسرار.
متحدثا عن تقريع الملك لبنكيران.
وعن لسانه الذي لا يتحكم فيه.
وعن عدم انضباطه.
وعن المسؤولية التي يتحملها في البلوكاج.
وعن شكوكه.
وعن إساءاته المتكررة.
وعن حالة العود.
ومع كل جلابة يوظفها في هذه الحرب غير المعلنة.
ومع كل طربوش.
وقبعة.
ومع كل مظهر جديد.
لا يمنحنا الرميد أي معلومة عن خصوم العدالة والتنمية.
وعن السلطة.
وعن الذين خططوا للبلوكاج.
معتبرا ذلك أمرا عاديا ويحدث في كل العالم. وفي كل الديمقراطيات.
موجها كل اللوم لرئيس الحكومة الأسبق.
الذي كلما سمع اسمه.
فإن الرميد يتنحنح.
ويعتدل في جلسته.
ويبتسم للصحافي.
ويشكره في سره.
لينطلق في النيل من الأخ اللدود.
وفي اعتباره مسؤولا عن كل ما أصاب العالم من كوارث.
وعن تعطيل المسار الديمقراطي.
وعن هدر الوقت.
وعن تفويت الفرص.
ومع كل خرجة
ومع كل جلابة
يقول الرميد إنه ابتعد عن السياسة.
لكنه لا يتردد في العودة إليها. كلما أتيحت له فرصة الهجوم على عبد الإله بنكيران.
فما الذي فعلته يا بنكيران.
أخبرْنا.
ما الذي ارتكبته في حق أخيك ورفيق دربك مصطفى الرميد.
حتى يتخصص فيك.
ويركز عليك كل هذا التركيز.
ويمدح الجميع.
ويمدح الدولة.
ويتفهم كل ألاعيب السلطة والأحزاب التي تأتمر بأوامرها.
ويوقر الخصوم والأعداء ولا يقول فيهم أي كلمة سوء.
ولا يقترب منهم.
ولا يلومهم على أي شيء.
ويبالغ في احترامهم وتقديرهم.
بينما كلما تعلق الأمر بك
يتأنق
ويلبس كل أنواع الجلابات
ويظهر بكل الألوان
خارقا قاعدة المجالس أمانات.
غير متردد في إفشاء كل الأسرار
وكل العيوب
وفي الحديث بإسهاب عن المشاكل التي يقول إنك تسببت فيها.
وعرقلت بها التقدم
وأفشلت بها التجربة.