حميد زيد – كود//
منذ كم من أسبوع وهم يفكرون في الذهاب إلى لجنتهم المركزية.
لكنها بعيدة.
والطريق إليها طويلة. وفيها مطبات. وحفر. وأشواك. وهوام. وقطاع طرق.
فيؤجلون كل شيء.
ويؤجلون الخروج من الحكومة.
ويؤجلون البقاء فيها.
ويؤجلون قرارهم.
ويؤجلون رد فعلهم.
لصعوبة السير في اتجاه اللجنة المركزية.
حتى ينسى الناس سبب اجتماعها. وحتى تجتمع من أجل أن تجتمع فحسب.
وقد يذهبون إليها أواخر هذا الشهر.
وقد يحول حائل دون الوصول إليها.
وقد يطرأ طارىء يؤجل اجتماعهم.
وربما في السنة المقبلة. وربما في القرن القادم. وربما قبل القيامة بقليل. سيخرح حزب التقدم والاشتراكية بقراره.
فيستغلون الوقت. ويفاوضون. ويعولون على نعمة النسيان. ويصدرون البلاغات الجميلة. والمليئة بالإشارات.
لكنها ستجتمع.
يوما ما ستجتمع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية.
وغالبا آخر هذا الشهر. حسب ما أعلنوا عنه.
ومن المحتمل جدا أن لا يعثروا عليها.
ومن المحتمل أن يفقدوا عنوانها. ويتيهوا في الطريق إليها.
لكنهم سيجتمعون.
يوما ما سيجتمعون. بعد أن يفقد موضوع اجتماعهم آنيته. وبعد أن تظهر أولويات أخرى. ومواضيع عاجلة أخرى.
وبعد أن تنتهي هذه الولاية الحكومية. وبعد أن يتأسس حزب الروبوهات. ويتراجع الإنسان. ويفسح المجال للذكاء الاصطناعي. ويظهر عصر الآلات المسيسة. وآلات يمينية. وأخرى يسارية. وثالثة وسط.
وحينها سيتخذ حزب التقدم والاشتراكية قراره مما حدث.
لكن ليس في هذا العصر.
وليس في زمن نبيل بنعبد الله.
لأن الكل يعرف أن اللجنة المركزية بعيدة. والطريق إليها شاقة. وفي منتصفها يوجد بحر. أمواجه متلاطمة. وفي البحر أسماك قرش. وحوت ضخم. وغرق.
وحتى الذين غامروا بحياتهم في السابق ووصلوا إليها.
فقد وصلوا متعبين
ومتأخرين عن الموعد
ولم يستطيعوا الخروج بأي قرار.
مفضلين مصلحة الوطن على مصلحتهم الخاصة.
ومجمعين على ضرورة مواصلة الاشتغال على الأوراش المفتوحة.