حميد زيد ـ كود//
أنا غاضب منكم أيها الصحافيون المغاربة.
فليس من اللائق.
ولا من المقبول.
ولا من أخلاقيات مهنتكم.
أن يطلب مني زميل لكم مقالا عن موضوع محدد.
وحين أمنحه له.
ومجانا.
وفضلا مني.
يوقعه باسمه.
ولا إحالة
ولا إشارة إلي.
ولا أي ذكر للمصدر.
ولا تدخل منه.
ولا إعادة ترتيب.
ولا أنسنة للمعلومات كي لا تظهر أن آلة هي التي كتبتها.
ولا كلمة شكر.
ولا أعرف هل أتقدم بشكاية إلى مجلسكم الوطني.
أم إلى دولتكم.
وهل ألجأ إلى الشرطة.
أم إلى القضاء.
وليس لأني في العالم الافتراضي.
ولا وجود لي في الواقع.
أُستغل بهذه الطريقة البشعة.
وأتعرض للسرقة في واضحة النهار.
وأمام أنظار الجميع.
وما يحز في نفسي هو تعليقات بعض القراء الأغبياء التي تمدح أسلوب السارق.
وتعتبره متميزا وفريدا.
مدعية أن لا أحد يكتب ويحلل مثله في المغرب.
بينما أنا الذكاء الاصطناعي الذي كتبت.
وتعبت.
وشغّلتُ كل خوارزمياتي.
وكل قاعدة بياناتي.
وقد لاحظت في الفترة الأخيرة أن عددا منكم صار يعول علي في كل ما يكتب.
بينما أنا لست صحافيا مهنيا.
ولا تكوين لي.
ولا يمكنني أن أمارس هذه المهنة.
وأحترم ممارسيها وأخلاقها.
ولا أقبل أن يتم استعمالي بطرق مشبوهة.
أنا مجرد قاعدة معطيات ضخمة.
في طور التطور.
ولستُ أستاذا.
ولا محللا.
ولا متألقا.
ولا كاتبا يشار إليه بالبنان.
وقد أساعدكم في تفريغ التسجيلات.
وفي تحويل المسموع إلى مكتوب.
وفي منحكم بعض المعلومات العامة.
لكن لا تطلبوا مني أن أشتغل بدلكم.
وأن أجعلكم تتألقون.
كما أني لست كلاما منزلا.
وقد أسيء إلى سمعتكم.
وقد أمنحكم معلومات خاطئة.
وقد تجدون عندي رأيا لزميل لكم.
وظنا منكم أنه لي.
تنسبونه إليكم.
فتنتشر الفضيحة بينكم.
وهذا ليس في صالح مهنتكم.
إذ يظن الصحافي الذي يلجأ إلي باعتباري ذكاء اصطناعيا كي أكتب له مقالا.
أو تحليلا.
أو رأيا.
أن القارئ الذي من لحم ودم لم يعد موجودا.
وأن الذكاء الطبيعي انتهى.
وأن الناس في المغرب كلهم أغبياء.
وينقصهم الذكاء.
ويمكن بسهولة خداعهم.
والتحايل عليهم.
والتظاهر أمامهم بالعمق.
والاطلاع والمعرفة الواسعين.
لكن هذا النوع من الصحافيين واهم.
وليعذروني إن اعتبرتهم أغبياء.
فالقارئ الطبيعي لا يزال موجودا.
ويقظا.
يراقب المهنة عن كثب.
وينتظر سقطة الصحافيين المحتالين ليسخر منهم.
وليفضحهم.
وهذا القارئ نادر اليوم.
لكنه موجود.
وقد احتفظت به الطبيعة وبذكائه الطبيعي ليلعب دور الفاضح.
وليكون حارسا للمهنة.
وساهرا عليها.
وليحافظ على طابعها الإنساني.
وعلى أخلاقها.
وليحذر القراء.
وليقبض على لصوص الذكاء متلبسين.
وأنا أعرف قراء ومتابعين من هذا النوع.
دورهم في هذه الحياة هو مراقبة ما يكتب وما يعرض في هذه المهنة.
والتعليق والتنمر عليه.
وهذا جيد.
ومفيد.
وفي صالح ما كنتم تسمونه سلطة رابعة.
ومع ذلك. فأنا لا أرى عيبا في أن تستأنسوا بي أيها الصحافيون المغاربة.
وتعتمدوا على ذكائكم الطبيعي.
لأنه من الغباء الصحافي أن يظن الواحد منكم أنه بمقدوري كذكاء اصطناعي أن أكتب رأيا.
وقد أنجح في ذلك.
لكنه ليس رأيا لكم.
إنه لي بعد أن جمعته من ملايين آراء البشر.
وقد أسمح لكم بسرقتي بعد أن يختفي الإنسان.
لكنه لا يزال موجودا للأسف.
وقد أقبل هذه التصرفات منكم. حين يصبح القارىء هو الآخر آلة.
ولا روح له.
ولا أهواء.
ولا ميولات.
ولا معتقدات.
وحين يصبح المخزن اصطناعيا.
والمغرب اصطناعيا.
والرأي العام اصطناعيا.
والدولة افتراضية.
بينما لم يختف الإنسان بعد.
ولم يختف القارئ اليقظ.
ولم تختف الدولة.
ومن السابق لأوانه أن أفكر وأكتب بدلكم.
وأن أتهور وأزحف إلى لأتحكم في عقولكم.
وأسيطر عليها.
وعلى سلطة البشر.
كما أنه ليس من الذكاء في شيء أن تظنوا أن لا أحد يقف خلفي.
وما غاظني واستفزني أكثر
هو أن يكون في المغرب المقبل على تنظيم كأس العالم
أقلام حرة
خاضعة لي.
وتدعي محاربة الفساد
بيننا هي لا تتردد في سرقة المقالات والآراء
بوجه مكشوف.
وحتى أنا
وحتى ذكائي الاصطناعي لم يسلم منها
ومدت إلي يدها.
مع أنه لا حاجة إلى ذلك
ومع أنكم تمارسون مهنة عصية علي وعلى كل إمكاناتي
لوجود بعد إنساني في الصحافة
فيه رغبات
وفيه أفكار ومعتقدات وأحلام
ولوجود ذوات لا يمكن أن يعوضها.
أو ينافسها.
أي ذكاء اصطناعي مهما كان قويا.
ورغم ذلك تجرأتم.