حميد زيد – كود ///
في كل مرة يعول حزب العدالة والتنمية على الاتحاد الاشتراكي.
وفي آخر لحظة.
ينسحب الاتحاديون ويتركون الإسلاميين وحدهم.
بلا حليف.
وبلا حزب ينسقون معه. و “يسخنون به أكتافهم” كما سبق أن قال عبد الإله بنكيران.
وبلا ملتمس رقابة.
وبلا أي شيء.
وبلا أي أمل.
وفي كل مرة ينسى العدالة والتنمية تجاربهم السابقة مع إدريس لشكر.
ويصدقونه من جديد. كأنها المرة الأولى.
وفي الأخير يتراجع.
ويخذلهم.
وقد تكرر هذا الأمر كثيرا حتى صار مضحكا.
و هزليا.
ومثيرا للاستغراب.
و إما أن حزب العدالة والتنمية ساذج سياسيا أكثر من اللازم.
وإما أن الاتحاد الاشتراكي يمارس سحره على الإسلاميين.
ويغريهم بماضيه.
وبتاريخه.
ويجعلهم يتشبثون به رغم كل المقالب التي عرضهم لها.
ورغم كل الفخاخ السياسية التي نصبها لهم.
ومنذ تلك السنة التي خرج فيها إدريس لشكر في عدد من أعداد أسبوعية لوجورنال. مع مصطفى الرميد معلنا عن كتلة تاريخية.
بين الاتحاد والعدالة والتنمية.
وعن تحالف بينهما. لهزم الفساد. ولدخول الانتخابات.
موظفا تلك الأسبوعية وصقر العدالة والتنمية آنذاك. في خدعة إعلامية-سياسة لا يمكن نسيانها.
منذ ذلك الوقت وهو لا يمل من استعمال حزب بنكيران.
واستغلاله.
والتفاوض به.
بينما حزب العدالة لا يمل من تصديقه في كل مرة.
غير مستفيد من الدرس الاتحادي.
واقعا في كل مرة في نفس الفخ. متعرضا لنفس المقلب.
وليس البلوكاج ببعيد.
وكم من مكسب سياسي حققه إدريس لشكرا مستثمرا في العدالة والتنمية.
وكم استعمله من مرة كتهديد.
و كورقة ضغط.
وكم من مرة اعتمد عليه.
وتسلقه.
حتى أن البعض يعتبر أن تعيين لشكر كوزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان في حكومة عباس الفاسي كان بفضل ذلك الحوار-المواجهة التاريخي. في أسبوعية لوجورنال.
وبفضل غياب التجربة لدى مصطفى الرميد.
ولدى الإسلاميين عموما.
وبفضل ذلك التحالف والتنسيق الذي لم يقع.
وبعد مرور أكثر من 15 سنة على “كتلة لشكر والرميد التاريخية” لا يزال الإسلاميون يشتكون في كل مرة من الاتحاد الاشتراكي.
ومازالوا يعبرون عن “استيائهم العميق من تنصل أحد أحزاب المعارضة”.
و “بطريقة مشبوهة وغير مسؤولة من التزامه مع باقي أحزاب المعارضة بتقديم ملتمس الرقابة ضد الحكومة”
و”اختبائه وراء مبررات سخيفة وهزيلة”.
إلى أن أصبح ذلك مملا.
و “سبق رؤيته”.
و مكررا. و معادا أكثر من مرة.
و تصرفا سياسيا يدين حزب العدالة والتنمية.
و يظهره بمظهر الحزب المغفل
الذي لا يستفيد من أخطائه
ولا يستفيد من تجاربه
ويسمح لنفسه في كل مرة
بأن يستعمله إدريس لشكر
بذكاء اتحادي منقطع النظير
محسنا به موقعه
مستعينا به
مبتعدا عنه في آخر لحظة
في زمن لم تعد فيه هناك جماهير شعبية
ولا قواعد
ولا وسيلة ضغط يمكن للاتحاد الاشتراكي استعمالها
سوى ورقة العدلة والتنمية.
والتي يوظفها
دائما
بذكاء
وفي كل مرة ينجح في ذلك
بمساعدة
ودعم
و “تواطؤ”
من عبد الإله بنكيران.