عمر المزين – كود///

أحالت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس، أمس الثلاثاء، على النيابة العامة المختصة، أربعة أشخاص، وذلك على خلفية تورطهم في نشاط شبكة إجرامية متخصصة في تزوير دبلومات مؤسسات أجنبية ووطنية وعدد من الوثائق الإدارية.

وحسب المعلومات التي تتوفر عليها “كود”، من مصادر مطلعة، فإنه جرى تفكيك هذه الشبكة الإجرامية بناءً على معلومات دقيقة وميدانية وفرتها مصالح المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني بفاس.

وكشفت الأبحاث والتحريات المنجزة في إطار هذه القضية أن أفراد الشبكة الإجرامية، من بينهم مواطنين يحملان الجنسية الكاميرونية والتشادية، ارتكبوا أفعال إجرامية تتمثل في تزوير دبلومات لمؤسسات تعليمية وطنية وأجنبية منها، وكذا مختلف الوثائق الإدارية، شواهد عمل، شواهد أجرة وعقود كراء وهمية، وبيعها للأفارقة من دول جنوب الصحراء.

وقالت المصادر ذاتها، أن أفراد الشبكة كانوا يبيعون هذه الوثائق والدبلومات بمقابل مادي من أجل استعمالها في الحصول على بطائق الإقامة وبطائق التسجيل بالمغرب، يترأسها مواطن تشادي مع باقي شركائه.

وأفادت المصادر لـ”كود” أن أحد المتورطين الرئيسيين في هذه القضية “عمر.ح.د” قام بإنشاء مجموعة من الشركات التي لا تزاول فعليا أية أنشطة ويستغلها في إنجاز شواهد عمل وشواهد أجرة للأجانب من دول جنوب الصحراء دون مزاولتهم فعليا أية أنشطة لفائدة الشركات المعنية، وكذا التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، من أجل استعمالها للحصول على بطائق الإقامة أو بطائق التسجيل بالمغرب.

وقررت النيابة العامة المختصة بعد استنطاق المتهمين الأربعة إيداعهم السجن المحلي بوركايز، في انتظار مثولهم أمام غرفة الجنح التلبسية للشروع في محاكمتهم طبقا لما نسب إليهم من تهم حنحية مختلفة.

وتابعت النيابة العامة المتهمين من أجل “التزوير في محررات عرفية، تزوير وثائق تصدرها الإدارة العامة، استعمال وثائق مزورة، تزوير محررات تجارية، النصب، الفساد، اصطناع شهادة مزورة و استعمالها، الإدلاء بتصريح كاذب في عقد شركة بخصوص توزيع أنصبة الشركة، والمشاركة في ذلك”، الكل حسب المنسوب إليه.

وتتوالى عمليات تفكيك الشبكات الإجرامية المنظمة على صعيد جهة فاس من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وفرعها الجهوي المتواجد بولاية الأمن، والقاسم المشترك بين هذه العمليات أنها تتم بتنسيق وبناء على معلومات دقيقة توفرها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعروف اختصارا بـ”الديستي”.

وخلفت هذه العمليات النوعية المتواصلة، حسب عدد من المهتمين للشأن المحلي، ارتياحا كبيرا في نفوس المواطنين والرأي العام الوطني نظرا لخطورة الأفعال الاجرامية التي تورطت فيها هذه الشبكات، وآخرها هذه الشبكة الإجرامية التي احترفت التزوير في دبلومات لمؤسسات أجنبية ووطنية ومختلف الشواهد.

وكشفت المصادر أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على صعيد مدينة فاس تسخر كل الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية من أجل رصد مختلف العمليات الإجرامية التي تتورط فيها شبكات منظمة، وذلك في إطار مساهمتها الفعالة في تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد وكل التلاعبات، تفعيلا للتوجيهات الملكية.