حميد زيد – كود ///
ليس هكذا يا مصطفى يكون حب الدولة.
والإخلاص لها.
ليس بهذه الحدة. وبهذا الاندفاع. وبهذه الخشونة.وبهذه المباشرة.
فالدولة العميقة في المغرب تغيرت هي الأخرى.
و لم تعد تقبل أن تُمدح بهذه الطريقة.
ولم تعد تقبل بأن يتم الدفاع عنها بالشتم.
وقد أسأت إلينا صراحة يا مصطفى. وإلى سمعتنا. وعدتَ بنا إلى الماضي.
ولا نخفيك أن الدولة العميقة غاضبة منك.
وليس كلها.
لكن أغلبيتها تلومك على تدوينتك في الفيسبوك بخصوص قضية العفو الملكي.
وتقول لك إنك بالغت كثيرا.
وتحمست حين نعتت من توجهت إليهم بكلامك باللئام.
هذا غير مقبول يا مصطفى.
وليس أي شعر يمكنك أن تستشهد به.
وفي أقرب فرصة عليك أن تسحبه وتعتذر.
فالناس أحرار في المغرب في أن يعارضوا.
وفي أن يدافعوا عن أنفسهم.
وليس من حق أحد أن يحجر عليهم. أو أن يمنعهم.
وهل هذه لغة يستعملها حقوقي. ووزير عدل سابق. ومسؤول سياسي. في حزب إسلامي. شعاره الأخلاق والقيم.
وهل ترضى أن يعيرك خصومك. و ينعتوك باللئيم. بسبب تقلباتك الكثيرة في المواقف.
وبسبب تحولك من صقر للعدالة والتنمية. إلى عقاب للدولة العميقة.
فعلى رسلك يا مصطفى.
ولا تتهور.
لأن من يحبنا عليه أن يكون متزنا. وفي المستوى. وألا يبالغ في حبنا.
فهذا عهد جديد يا مصطفى.
ويتطلب خطابا ديمقراطيا. وحداثيا.
كما أنه يعتمد على الصورة. وعلى الواجهة. وعلى الشكل. وعلى الليونة. وعلى ثقافة الاختلاف. وعلى استيعاب الآخر. و ضمه.
فكم من يساري معنا.
وكم من ليبرالي. وكم من مثقف. وكم من مستقل.
وكم من إسلامي.
لكنهم يخلصون لنا بأناقة. ولا يرتمون بالكامل في أحضاننا.
ولا يدافعون عنا برعونة.
ولا نطلب منهم.بالمقابل. أن يخدمونا. أو أن يجملوا صورتنا.
ولا نمارس عليهم أي ضغط.
بينما لا نعرف ما الذي أصابك يا مصطفى.
ليس هكذا.
ليس هكذا يا مصطفى.
وإذا كان أحد منا يفرض عليك أن تندفع. وأن تستعمل هذا القاموس الذي لا يليق بمخلص للدولة في هذا العصر. فأخبرنا من هو.
وسينال جزاءه.
و سنعاقبه لأنه لم يشرح لك أسلوب مدح الدولة.
أما إذا كنت تتصرف من تلقاء نفسك.
وبدافع الحب.
وبقناعة راسخة في أن الدولة العميقة نعمة.
ومن يحتج
ومن يتكلم.
ومن ينبس ببنت شفة فهو لئيم.
فهذا أمر خطير يا مصطفى.
ويسيء إلينا. ويعطي الانطباع بأننا مستبدون. ولا نسمح للناس بالكلام.وبالمعارضة.
وبإبداء رأيهم.
وبرفض الظلم الذي قد يكونوا تعرضوا له.
فعلى رسلك يا مصطفى.
ولا تعد بالدولة إلى الوراء.
ولا تستعمل هذه اللغة مرة أخرى.
و لا هذا المديح
ولا هذا الأسلوب في الدفاع عنا.
لأننا لسنا في حاجة إليه. ويبدو كما لو أنه بأوامر منا.
بينما نحن لا دخل لنا.
ولا يمكن أبدا أن ننعت أي شخص باللئيم.
وقد نقوم بذلك
وأكثر
لكن ليس أمام الملأ يا مصطفى.