محمود الركبيبي -كود- العيون //

حل وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف السبت بجمهورية إثيوبيا، بعد زيارة قام بها الى تونس، فيما من المرجح أن تشمل هذه الجولة دولا إفريقية أخرى، في ظل توجس الجزائر من تغيرات مرتقبة في مواقف عواصم إفريقية مؤثرة كانت تتبنى أطروحة البوليساريو، وذلك انسجاما مع المتغيرات الكبيرة التي بات يعرفها النزاع الإقليمي حول الصحراء، خاصة بعد تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للسيادة المغربية على الصحراء.

وكتعتبر إثيوبيا من البلدان اللي مازال تحتفظ بعلاقات مع البوليساريو، بيد أنها في السنوات الأخيرة ظلت تتبنى مواقف متوازنة، رافضة للسياسات الجزائرية المدعومة من جنوب إفريقيا، التي سعت لتحويل الاتحاد الإفريقي لمنصة لمهاجمة الوحدة الترابية للمغرب، كما أن أديس أبابا دعمت بقوة عوة الرباط إلى المنظمة الإفريقية وعملت على بناء علاقات وثيقة مع المملكة، وهو ما يجعل هذا البلد المؤثر في منطقة القرن الإفريقي والذي يحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، مرشحا للانخراط في دعم الدينامية الدولية التي باتت تنحو في اتجاه حل نزاع الصحراء في إطار السيادة المغربية.

وكيشوف العديد من المراقبين أن تأكيد الإدارة الأمريكية على دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، يعد محطة مفصلية في النزاع الإقليمي حول الصحراء، حيث يرتقب أن يدخل الملف مرحلة جديدة تتسم بترسيخ المقترح المغربي كمرجعية وحيدة للحل السياسي العملي والواقعي الذي تدعو له قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وفهاد السياق من المرجح أن تبدأ البلدان الإفريقية الداعمة للبوليساريو في مراجعة مواقفها، وتنخرط بشكل متزايد في الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية، مدفوعة بوعي متنام بضرورة تبني حلول واقعية تضمن التنمية والاستقرار الإقليمي، وبتقارب سياسي واقتصادي متصاعد مع المغرب، الذي ينظر إليه كشريك موثوق وفاعل داخل القارة.

وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، قد عبر خلال زيارته الأخيرة إلى تونس عن قلق بلاده من “الأوضاع المحيطة بها”، والتي قال إنها “لا تبشر البتة و لا يرتاح لها بال”، في إشارة تعكس بوضوح انزعاج الجزائر من التحولات الإقليمية المتسارعة، خصوصا تلك المتعلقة بتدهور علاقاتها مع دول الساحل فضلا عن فشل سياساتها بشأن ملف الصحراء، وينظر إلى هذه التصريحات على أنها تعبير عن إقرار من الجزائر بتراجع نفوذها في محيطها المغاربي والإفريقي، في ظل صعود توالي انتصارات الدبلوماسية المغربية التي باتت تحظى بدعم قوي من قوى دولية وازنة وعدد متزايد من الدول الإفريقية.