
وكالات//
استعانت كل من روسيا وأوكرانيا بالطائرات المُسيَّرة التي تُطيل أمد القتال حتى اللحظة، وما انفكت تقلب موازين الحرب المرة تلو الأخرى. فقد تفوقت المُسيَّرات على صواريخ “كروز”، وبدت أكثر فاعلية وأقل تكلفة في مسرح العلميات. وانضم العديد من اللاعبين الجدد إلى إنتاج وتصنيع هذا النوع من الطائرات.
تحمل حرب الطائرات المسيّرة التي اتخذ استخدامها أبعاداً جديدة في الحرب الروسية على أوكرانيا، أوجهاً عديدة، تكتيكية ونفسية ومالية.
في ما يلي بعض الجوانب التي يمكن تسليط الضوء عليها في إطار استخدام المسيّرات في ظل الجمود الحالي على الجبهة.
مسيرة “مايل” خارج اللعبة
كانت الطائرة المسيّرة التركية “بيرقدار تي بي 2″ من أبطال المقاومة الأوكرانية في بداية الغزو. وتُعرف هذه المسيّرة أيضاً بـ”مايل” MALE بحسب الأحرف الأولى لعبارة “علو متوسط صمود طويل” Moyenne Altitude, Longue Endurance، إذ تحلق على ارتفاع متوسط وهي قادرة على الطيران لفترة طويلة.
يقول الباحث الفرنسي ليو بيريا-بينيي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: “احتلت هذه المسيرة مكانة مهمة في الاتصالات الاستراتيجية للقوات الأوكرانية. وأصبحت تي بي 2 التي قُدمت على أنها عنصر أساسي خلال العديد من العمليات المسلّحة المهمّة مثل تعطيل رتل من الآليات العسكرية الروسية الآتية من بيلاروس أو تدمير الطرّاد موسكفا، من رموز الأيام الأولى للصراع”.
ورغم الإشادة بها، إلّا أنّ “بيرقدار” لم تعد تحلّق منذ أشهر. ويقول مصدر أوروبي في الصناعة الدفاعية طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ “الجبهة المتحرّكة مؤاتية لإشراك طائرات بدون طيار من نوع MALE التي الحقت الكثير من الأضرار. لكنّ الجبهة شهدت جموداً لاحقاً وبات من المتعذر خرقها مع نشر الروس أنظمة” المضادات الجوية. وبما أنّ “بيرقدار” باتت هشّة أمام هذه التحوّلات، فهي لم تعد تحلّق كثيراً كما في السابق.