عمر المزين – كود//

قال أكد فؤاد الرواضي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس، في تصريحات لـ”كود”، أن الموسم الدراسي الحالي 2024-2025 ينطلق في سياق يتميز بدخول خارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا سنتها الثالثة.

ويتميز الدخول المدرسي لهذه السنة، حسب الرواضي، باستمرار التنزيل الفعلي لمختلف برامج الإطار الإجرائي لخارطة الطريق، والتي تستهدف توفير الشروط المناسبة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الثلاث لخارطة الطريق والمتعلقة بتحسين جودة التعلمات ومحاربة الهدر المدرسي وضمان استفادة التلاميذ من انشطة التفتح والانشطة الموازية.

ومن أجل ضمان انطلاق الموسم الدراسي الحالي في ظروف جيدة، عملت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية لضمان انطلاق الدراسة في ظروف جيدة وفي الآجال المحددة، من خلال توفير كل الظروف والشروط المادية واللوجستيكية والتجهيزات والموارد البشرية اللازمة.

وعلى مستوى جهة فاس مكناس، فقد أبرز الرواضي أن الدخول المدرسي الحالي يتميز بتوسيع العرض المدرسي بالجهة بإضافة 26 مؤسسة جديدة موزعة على مختلف الاسلاك التعليمية ومختلف المديريات الإقليمية بالجهة.

كما تم توسيع شبكة المؤسسات المنخرطة في مشروع مؤسسات الريادة بالسلك الابتدائي بإضافة 253 مؤسسة منخرطة في المشروع تنضاف الى 56 مؤسسة منخرطة برسم 2023-2024. لتبلغ نسبة التعميم حوالي 31%.

ويأتي توسيع شبكة المؤسسات هاته بالنظر للنتائج الجد إيجابية التي تم تحقيقها بهذه المؤسسات خلال مرحلة التجريب الموسع بالجهة والتي شملت 56 مؤسسة تعليمية، حيث عرف مستوى التلاميذ تطورا ملحوظا وبنسب مهمة في مواد اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات وهو ما أكدته مختلف التقييمات الداخلية والخارجية المنجزة من طرف مؤسسات وهيئات مختصة في مجال التقييم.

وحسب مدير أكاديمية فاس، فإن هذه النتائج تأتي بالنظر للمجهودات المبذولة من طرف كل المتدخلين إن على مستوى تأهيل فضاءات المؤسسات وتجهيزها أو على مستوى تقوية قدرات الأطر الإدارية والتربوية وتأطيرها الميداني المنتظم، أو على مستوى العمل البيداغوجي والتربوي باعتماد المقاربات البيداغوجية الجديدة (التدريس وفق المستوى المناسب، التعليم الصريح).

وفي سياق توسيع العمل بمشروع مؤسسات الريادة، فقد تم تكوين أكثر من 4666 أستاذ وأستاذة و52 مفتش تربوي و253 مدير مؤسسة منخرطة في مختلف مكونات المشروع، بالاضافة إلى توفير كل التجهيزات والمستلزمات الضرورية لانجاح التعميم التدريجي لهذا المشروع.

ومن بين المشاريع ذات الاولوية والمميزة لهذا الدخول المدرسي، مشروع إعداديات الريادة والذي سيعرف انطلاقته الفعلية خلال هذا الموسم ويستهدف 30 ثانوية إعدادية موزعة على جميع المديريات بالجهة.

كما أشار إلى أن هذا المشروع يهدف أساسا إلى محاربة الانقطاع والهدر المدرسي بالسلك الاعدادي عبر أربع محاور: المعالجة والدعم والمواكبة الشخصية للمتعلمين، الانشطة الموازية والرياضية، المقاربات البيداغوجية الجديدة (طارل والتعليم الصريح) ثم مشروع المؤسسة المندمج.

ويهم مواد اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات، علوم الحياة والارض، العلوم الفيزيائية والتربية الإسلامية والاجتماعيات، وعرفت هذه الاعداديات عمليات مكثفة للتأهيل وتهيئة مختلف فضاءاتها، كما تم تجهيزها بالتجهيزات وبالعتاد المعلوماتي الضروري إضافة الى توفير العدة البيداغوجية للدعم التربوي والتعليم الصريح لفائدة كافة التلاميذ والأطر التربوية.

ومن بين الأوراش التربوية ذات الاولوية كذلك لهذا الموسم، حسب الرواضي لـ”كود”، ورش تعميم تدريس اللغة الانجليزية بالسلك الاعدادي، ومن المنتظر أن تبلغ نسبة تدريس اللغة الانجليزية بالاعدادي بالجهة 83%، حيث سيتم بلوغ نسبة 100% برسم الموسم 2025-2026.

ويحظى تدريس اللغة الامازيغية بأهمية قصوى بأكاديمية فاس مكناس. حيث تم توسيع شبكة المؤسسات التعليمية الابتدائية التي تدرس اللغة الامازيغية وفق مخطط محكم يستهدف بلوغ نسبة 50% برسم موسم 2025-2026. وقد تم  تنظيم دورات تكوينية مكثفة للأطر التربوية المعنية والتي تجاوز عددها 500 استاذ مستفيد بالاضافة الى الخريجين الجدد.

ومن بين المستجدات المميزة كذلك لهذا الموسم هناك مجال التفتح وأنشطة الحياة المدرسية، حيث تستهدف الاكاديمية ضمان استفادة حوالي 500000 تلميذة وتلميذ من الانشطة الموازية في مختلف مجالاتها وفق مخطط جهوي مندمج.

وأكد الرواضي أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس تستمر في الارتقاء بمجال الدعم الاجتماعي من خلال إحداث أقسام داخلية جديدة و مدارس جماعاتية والرفع من عدد التلاميذ المستفيدين وكذا تجويد الخدمات المقدمة بهذه المرافق.

وبخصوص تدبير الموارد البشرية، فقد تم إنجاز مختلف العمليات المرتبطة بتوفير الموارد البشرية الكافية لتغطية جميع المؤسسات التعليمية.

وبغرض تعميم التعليم الأولي وتجويده، فقد تم التنسيق مع الجمعيات الشريكة للاكاديمية من اجل ضمان انطلاق الدراسة في الوقت المحدد ووفق الشروط المنصوص عليها، حيث تم توقيع اتفاقيات الشراكة وتدقيق الاقسام المسندة للشركاء، كما سيتم تنظيم عملية تقييم المكتسبات لفائدة جميع تلاميذ السنة الاولى ابتدائي باعتماد عدة بيداغوجية مخصصة لهذا الغرض.

وأضاف المتحدث قائلاً: “لذا أمكننا القول بأن هذا الموسم الدراسي سيكون موسما مميزا بالنظر لحجم الاستعدادات المتخذة وأيضا لسقف الانتظارات التي تتطلب تظافر جهود مختلف مكونات المنظومة وكافة شركائها لجعل منظومتنا التربوية منظومة ذات جودة”.