حميد زيد ـ كود//

مِن كثرة الحملات والانتقادات الموجهة إلى حزب العدالة والتنمية.

ومن كل هذا الهجوم عليه.

والتحذير منه.

والتركيز عليه.

والخوف من نجاح مؤتمره.

والسعي إلى التدخل فيه.

نظن أن هذا الحزب هو الذي يقود الحكومة.

نظن أنه هو الأغلبية.

والمغرب كله معارض له.

نظنه هو السلطة.

وهو المتحكم في كل القرارات.

وفي مصير المغاربة.

والأحزاب كلها ضحية لتغوله السياسي.

ومن كثرة ما يكتب عن هذا الحزب يظن غير المطلع على الواقع في المغرب أن هذا الحزب خطير.

وقد يلتهم المغاربة.

وقد يأكلنا جميعا.

ويظنه خسر في الانتخابات ويرفض أن يتنازل عن السلطة.

يظنه حزبا واحدا في المغرب.

ومعارضوه يطالبون بالتعددية السياسية.

وبالتخلص من نظام الحزب الواحد.

بينما هو يرفض أن يتنازل عن السلطة وعن رئاسة الحكومة.

ونترك مراقبة السلطة.

ونترك الفساد.

ونترك موت السياسة في المغرب.

ونهاية الأحزاب المستقلة.

ونترك هذا الفراغ القاتل.

ونترك كل شيء.

ونركز على هذا الحزب الذي لا يزال يحافظ على بعض ما يميز الأحزاب الطبيعية.

ولا يزال يعول على نفسه.

وعلى قاعدته.

دون أن يستعين بأحد.

وبدل أن نحمي حزب العدالة والتنمية.

وبدل أن نحرر الأحزاب المغربية. ونجعلها تعتمد على نفسها.

ونرغمها على العمل.

وعلى التأطير.

وعلى الخروج إلى الناس.

نناضل من أجل القضاء على حزب لا يزال يقاوم كي يلعب الدور الذي تلعبه الأحزاب الحقيقة.

وغير المصنوعة صنعا.

ومِنْ ضعف حزب العدالة والتنمية.

ومن صدمة ما تعرض له.

ومن الهزيمة القاسية.

فإنه يحاول النهوض وإعادة بناء نفسه.

ويجتهد

ويقاوم.

لكن يبدو أننا لا نريد ذلك في المغرب.

نريد موتا سياسيا جماعيا.

نريد أن تصبح كل الأحزاب في كنف الدولة.

نريد خضوعا جماعيا.

نريد أحزابا متشابهة.

نريد حزبا تارة يكون اسمه التجمع الوطني للأحرار وطورا الأصالة والمعاصرة.

نريد ألا يبقى أحد على قيد الحياة.

نريد حياة سياسة متحكما فيها بالكامل.

ولا مفاجأة فيها.

ولا تنافس.

ولا صراع.

وحتى ما تبقى من حزب العدالة والتنمية.

وحتى هذه المحاولات لترميم ما تكسر فيه

ولبعث الروح فيه

حتى هذا نرفضه وندينه

ونعتبر حزب العدالة والتنمية انتهى.

ونذكره بأنه انهزم شر هزيمه.

ونذكره بأنه تكردع.

وبأن الشعب عاقبه ولا يحق له أن يتنافس معنا من جديد.

ونقول إنه ميت

لكننا نخشى أن ينهض الميت

ويعود إلى الحياة.

ويعترينا الخوف من أن يسترجع هذا الحزب قوته

ويهزم

مرة أخرى

كل المال

وكل الطاقات

المسخرة لعرقلة زحفه.

وفي كل يوم

وفي كل حركة يقوم بها العدالة والتنمية.

وفي كل مناسبة

فإنه يقوم بفضحنا جميعا.

نحن الذين

نبذل كل هذه المجهودات للنيل من حزب يحاول جاهدا تضميد جراحه

ونترك كل الأحزاب الأخرى

خاضعة

ومتشابهة

ولا نلومها أبدا على ذلك.

ولا نطلب منها أبدا أن تعول على نفسها

وتشمر عن سواعدها

وتكون مثل حزب العدالة والتنمية.

وفي عز ضعفه

وتراجعه

يحاول النهوض معتمدا على نفسه.

بينما هذا غير جيد

ومسيء للتجربة الديمقراطية المغربية

ولن نسكت

ولن نتوقف عن الهجوم على العدالة والتنمية

حتى يندمج في محيطه

ويصبح بدوره

مثل الأحزاب الأخرى الكثيرة

والتي رغم أسمائها التي تميزها عن بعضها البعض

فهي في الحقيقة

تحمل اسما واحدا

وتوجها واحدا

وتطبق سياسة واحدة

وتنفذ أوامر وتعليمات واحدة

وتتحالف في ما بينها

كي لا تعود السياسة إلى المغرب.

ولا يتجرأ أحد

على التعويل على نفسه

وعلى أن يكون مستقلا.